تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن ... فأ]

ـ[يوسف صلاح الدين]ــــــــ[22 - 12 - 03, 12:14 ص]ـ

سئل شيخ الإسلام أحمد بن تيمية قدس الله روحه: عن الحديث وهو: (حرس ليلة على ساحل البحر أفضل من عمل رجل في أهله ألف سنة) , وعن سكنى مكة وبيت المقدس والمدينة على نية العبادة والإنقطاع إلى الله تعالى. والسكنى بدمياط واسكندرية وطرابلس على نية الرباط: أيهما أفضل؟

فأجاب: الحمد لله. بل المقام في ثغور المسلمين كالثغور الشامية والمصرية أفضل من المجاورة في المساجد الثلاثة , وما أعلم في هذا نزاعا بين أهل العلم. وقد نصَ على ذلك غير واحد من الأئمة , وذلك لأن الرباط من جنس الجهاد , والمجاورة غايتها أن تكون منجنس الحج , كما قال تعالى: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله؟ لايستوون عند الله) وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال: ثم جهاد في سبيله. قيل: ثم ماذا؟ قال: ثم حج مبرور). وقد روي: (غزوة في سبيل الله أفضل من سبعين حجة) , وقد روى مسلم في صحيحه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه , ومن مات مرابطا مات مجاهدا , وأجرى عليه رزقه من الجنة , وأمن الفتان) , وفي السنن عن عثمان رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل). وهذا قاله عثمان على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر أنه قال لهم ذلك تبليغا للسنة. وقال أبو هريرة: (لأن أرابط ليلة في سبيل الله , أحب إليَ من أن أقوم ليلة القدر عند الحجر الأسود). وفضائل الرباط في سبيل الله كثيرة , لا تسعها هذه الورقة , والله أعلم. مجموع الفتوى (28/ 5 - 6).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير