[كيف تتعامل مع شياطين الإنس والجن؟]
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 12 - 03, 06:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على الهادي الأمين وبعد:
فقد قال الله تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم) وقال تعالى (ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون) وقال تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)
فهذه ثلاث آيات ليس لهن رابعة في معناها، وهو أن الله تعالى يأمر بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه ليرده عنه طبعه الطيب الأصل إلى الموالاة، والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالة إذ لا يقبل مصانعة ولا إحسانا ولا يبتغي غير هلاك بن آدم لشدة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل كما قال تعالى (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة) وقال تعالى (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) وقال (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا) وقد أقسم للوالد آدم عليه السلام أنه له لمن الناصحين وكذب فكيف معاملته لنا وقد قال (فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين) اهـ. تفسير ابن كثير 1/ 14
أعاذنا الله من شياطين الإنس والجن.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[22 - 12 - 03, 05:34 م]ـ
أحسنت حفظك الله وبارك فيك
وتتميما للفائدة
يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره
"خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ "
هذه الآية جامعة, لحسن الخلق مع الناس, وما ينبغي في معاملتهم.
فالذي ينبغي أن يعامل به الناس, أن يأخذ العفو, أي:
ما سمحت به أنفسهم, وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق. فلا يكلفهم, ما لا تسمح به طبائعهم, بل يشكر من كل أحد, ما قابله به, من قول, وفعل, جميل, أو ما هو دون ذلك, ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم.
ولا يتكبر على الصغير لصغره, ولا ناقص العقل لنقصه, ولا الفقير لفقره.
بل يعامل الجميع, باللطف, والمقابلة بما تقضيه الحال, وتنشرح له صدورهم. "
وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ " أي:
بكل قول حسن, وفعل جميل, وخلق كامل للقريب والبعيد. فاجعل ما يأتي إلى الناس منك, إما تعليم علم, أو حثا على خير, من صلة رحم, أو بَرِّ والدين, أو إصلاح بين الناس, أو نصيحة نافعة, أو رأي مصيب, أو معاونة على بر وتقوى, أو زجر عن قبيح, أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية, أو دنيوية. ولما كان لابد من أذية الجاهل, أمر اللّه تعالى أن يقابل الجاهل, بالإعراض عنه, وعدم مقابلته بجهله.
فمن آذاك, بقوله, أو فعله, لا تؤذه, ومن حرمك, لا تحرمه, ومن قطعك, فَصِلْهُ, ومن ظلمك فاعدل فيه. وأما ما ينبغي أن يعامل به العبد شياطين الجن, فقال تعالى: " وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ " إلى " ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ ".
"وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
أي:
أي وقت, وفي أي حال " يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ " أي:
تحس منه بوسوسة, وتثبيط عن الخير, أو حث على الشر, وإيعاز به.
" فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ " أي:
التجئ واعتصم باللّه, واحتم بحماه " إِنَّهُ سَمِيعٌ " لما تقول. " عَلِيمٌ " بنيتك وضعفك, وقوة التجائك له, فسيحميك من فتنته, ويقيك من وسوسته, كما قال تعالى: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " إلى آخر السورة.