131 وقال حرملة قال الشافعي كل ما قلت وكان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح فحديث النبي صلى الله عليه وسلم أولى فلا تقلدوني
132 وفي كتاب ابن أبي حاتم عن أبي ثور قال سمعت الشافعي يقول كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وإن لم تسمعوه مني
133 وفيه عن الحسين الكرابيسي قال قال لنا الشافعي إن أصبتم الحجة في الطريق مطروحة فاحكوها عني فإني القائل بها
134 وقال الربيع سمعت الشافعي يقول ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي قال وجعل يردد هذا الكلام
135 قال وقال الشافعي من تبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وافقته ومن غلط
فتركها خالفته صاحبي اللازم الذي لا أفارقه الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
136 قال الزعفراني كنا لو قيل لنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قلنا هذا مأخوذ مأخوذ حتى قدم علينا الشافعي فقال ما هذا إذا صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مأخوذ به لا يترك لقول غيره قال فنبهنا لشيء لم نعرفه يعني نبهنا لهذا المعنى
137 قال أبو بكر الأثرم كنا ثم البويطي فذكرت حديث عمار في التيمم فأخذ من كتابه وجعله حصول وقال هكذا أوصانا صاحبنا إذا صح عندكم الخبر فهو قولي
138 قلت وهذا من البويطي فعل حسن موافق للسنة ولما أمر به إمامه
139 وأما الذين يظهرون التعصب لأقوال الشافعي كيفما كانت وإن جاءت سنة بخلافها فليسوا بمتعصبين في الحقيقة لأنهم لم يمتثلوا ما أمر به إمامهم بل دأبهم وديدنهم إذا ورد عليهم الحديث الصحيح الذي هو مذهب إمامهم الذي لو وقف عليه لقال به أن يحتالوا في دفعه بما لا ينفعهم لما نقل لهم عن إمامهم من قول قد أمر بتركه ثم وجدان ما يخالفه من السنة هذا مع كونهم عاصين بذلك
لمخالفتهم ظاهر كتاب الله وسنة رسوله
140 والعجب أن منهم من يستجيز مخالفة نص الشافعي لنص له آخر في مسألة أخرى بخلافه ثم مخالفته لأجل نص رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أذن لهم الشافعي في هذا
141 قال البويطي سمعت الشافعي يقول لقد ألفت هذه الكتب ولم آل جهدا ولا بد أن يوجد فيها الخطأ لأن الله تعالى يقول (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) فما وجدتم في كتبي هذه مما يخالف الكتاب والسنة فقد رجعت عنه
142وفي رواية إني ألفت هذه الكتب مجتهدا بنحو ما قبله وفي آخره فاشهدوا علي أني راجع عن قولي إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كنت قد بليت في قبري نصوص الإمام مالك في اتباع الكتاب والسنة
143 وقال إبراهيم بن المنذر الحزامى حدثنا ينعقد بن عيسى القزاز
قال سمعت مالك بن أنس يقول إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به وما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه وذلك الظن بجميع الأئمة نصوص الإمام أحمد بن حنبل في اتباع الكتاب والسنة
144 وقد كره الإمام أحمد أن يكتب فتاويه وكان يقول لا تكتبوا عني شيئا ولا تقلدوني ولا تقلدوا فلانا وفلانا وخذوا من حيث الشاة
145 وقال بعضهم لا تقلدوا دينكم الرجال إن آمنوا آمنتم وإن كفروا كفرتم
146 وكان أحمد لا يفتي في طلاق السكران شيئا وكان يقول إن أحللناه بقول هذا حرمناه بقول هذا نصوص الإمام أبي حنيفة في اتباع السنة وتأسيس مذهبه
147 وقال نعيم بن حماد سمعت أبا عصمة يقول سمعت أبا حنيفة يقول ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس فتكون وما جاء عن أصحابه اخترنا وما ذلك فنحن رجال وهم رجال
148 وروى محمد بن الحسن عن أبي حنيفة أنه قال أقلد من كان من
القضاة من الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والعبادلة الثلاثة ولا أستجيز خلافهم برأيي إلا ثلاثة نفر
149 وفي رواية أقلد جميع الصحابة ولا أستجيز خلافهم برأي إلا ثلاثة نفر أنس بن مالك وأبو هريرة وسمرة بن جندب فقيل له في ذلك فقال أما أنس فاختلط في آخر عمره وكان يفتي من عقله وأنا لا أقلد عقله وأما أبو هريرة فكان يروي كل ما سمع أن يتأمل في المعنى أن يعرف محمود والمنسوخ
¥