تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان المنصور بن المعتمد يقيم الليل كل يوم على سطح بيته فلما مات قال ابن جاره لأمه: أين الجزع الذى كان على سطح المنصور بن المعتمد يا أماه؟ فقالت: يا بنى، لم يكن جزعاً، إنه المنصور، ولقد مات فلن ترى الجزع مرة أخرى يا بنى!!

أخشى أن يكون حالك مع هذه المؤريقات هو معنى الشفاه والعجب بكلام عجيب.

أخى الحبيب .. لا يولد الإنسان العظيم ما بين يوم وليلة .. لابد له من مقدمات.

فهيا وكن جزعاً!!

آه على حالنا ...

دخل رجل على أحد التابعين وهو يبكى فأشفق عليه وقال: مالك تبكى؟ اوجع يؤلمك؟ قال: أشد، فقال الرجل: نعى إليك بعض أهلك؟ قال: أشد، فقال الرجل: افقدت أموالك؟ قال: أشد فقال الرجل متعجبا: وما أشد من ذلك؟ قال: نمت البارحة ونسيت أن أقوم الليل!!

آه على حالنا نحن .. أننا إذا بكينا بدلاً من الدموع دما كان هينا .. اذرف دموع الندم على أوقات ضعيف وحرمان قد انتهكت .. وأعلن الحداد فالليل يئن!!

لم تقض نهمك ولن تقضيه!!

يقول أحد التابعين: منذ أربعين سنة ما حزنت على شىء كحزنى على طلوع الفجر. وكيف لا يحزن وهو ليس فى هذا الوجود .. قلبه يسيح فى السماء وبأذان الفجر إعلان أننا ما زلنا فى الأرض نعيش كأهل الأرض ويقول أحدهم: إنى أبدأ الصلاة بالليل يهولنى طوله فيطلع على الفجر وما قضيت نهمى من قيام الليل.

من اعتكف العشر الأواخر من رمضان شعر بهذا الإحساس، وانظر إليه .. هيا نفسه للصلاة بوضوء تتساقط معه السيئات، ونصب محرابه بسجادة مفروشة على الأرض، وشرع فى الصلاة وحينما بدأ الاتصال وبداية السعادة سمع المؤذن قائلا الله أكبر فلم يقضى نهمه ولن يقضيه .. هل تستطيع وضع ماء البحر فى كوب!!؟

أشد لذة ..

يقول أحد التابعين: أهل قيام الليل فى ليلهم أشد لذة من أهل اللهو فى لهوهم. من ظن أن بحديثه الحلو مع زوجته أن هذه هى اللذة فهو مخطئ، ومن ظن أن المكالمات التليفونية (تشاتنج) وأنها هى اللذة المطلوبة فهو مخطئ ومن ظن أن اللذة فى مشاهدة التلفزيون فقد أخطأ.

أن اللذة الحقيقية هى لذة القلب والروح ولن تجد لذتهم إلا فى الليل ومناجاة الحبيب.

الحمد لله .. أنى أرى أثر السعادة عليكم الآن .. أشعر بذلك منكم من يصدقنى قلبه ولكن لسانه لا يستطيع أن يبوح بذلك فهو حريص على الخفاء. وانى أسألك الدعاء فى هذه الأوقات الساحرة!!

أثر له أثر!!

واليك هذا الأثر الذى يعنيك أن شاء الله على القيام .. ولكن أرجوك قبل القراءة أن تغير من حالك كله سواء مكان القراءة أو شكل الجلسة أو تضع الكتاب أمامك للحظات ثم تواصل القراءة وإن كنت تستطيع أن تجدد وضوءك فافعل .. ولا تتعجب فالاثر يحتاج ذلك ...

اوحى الله تبارك وتعالى إلى داود: " يا داود أن لى عباداً أحبهم ويحبوننى وأشتاق إليهم ويشتاقون إلى، إن قلدتهم يا داود أحببتك". فقال داود: يا رب، دلنى عليهم، فقال سبحانه وتعالى: " يراعى الظلال بالنهار ويحنون إلى الليل كما تحن الطيور إلى اوكارها حتى إذا جنهم الليل وخلى كما تحن الطيور إلى أوكارها حتى إذا جهنم الليل وخلى كل حبيب بحبيبه فرشوا إلى وجوههم ونصبوا إلى أقدامه وناجونى بكلامى وتملقوا إلى بأنعامى فهم بين صارخ وباك وبين متأوه وشاك، أتعلم يا داود .. ؟ اعطهم ثلاثة أشياء: الأول: لو كانت السماوات السبع والأراضين السبع فى ميزانهم يوم القيامة لاستقللتها عليهم. والثانى: اقذف من نورى فى وجوههم وقلوبهم. والثالثة: أقبل عليهم بوجهى.

افرأيت يا داود من أقبلت عليه بوجهى أيعلم أحد ماذا أريد أن أعطيه؟

أعلم أخى الحبيب أن هذا الأثر لا بد أن يكون له أثر هيا أقرأ من جديد وتذوق الحلاوة المؤقتة، واحرص على الحلاوة الدائمة وقم بالليل.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير