تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وروى الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في تاريخ بغداد في ترجمة نعيم بن حماد بإسناده إلى أبي زرعة قال قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا نعيم بن حماد عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحلون الحرام ويحرمون الحلال فرده وقال هذا حديث صفوان بن عمرو وحديث معاوية قال أبو زرعة قلت ليحيى بن معين في حديث نعيم هذا وسألته عن صحته فأنكره قلت من أين يؤتى؟ قال شبه له. ثم روى الخطيب بإسناده إلى محمد بن علي بن حمزة المروزي قال سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث يعني حديث عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم تفترق أمتي ...... فقال ليس له أصل قلت فنعيم بن حماد؟! قال نعيم ثقة قلت كيف يحدث ثقة بباطل قال شبه له. ثم قال الخطيب رحمه الله تعالى وافق نعيما على روايته هكذا عبد الله بن جعفر الرقي وسويد بن سعيد الحدثاني وقيل عن عمرو بن عيسى بن يونس كلهم عن عيسى.

وقال الخطيب رحمه الله تعالى حدثني محمد بن علي الصوري قال قال لي عبد الغني بن سعيد الحافظ وذكر حديث عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة من حديث نعيم بن حماد ومن حديث أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمه ومن حديث محمد بن سلام المنبجي جميعا عن عيسى فقال كل من حدث به عن عيسى بن نعيم بن حماد فإنما أخذه من نعيم وبهذا الحديث سقط نعيم بن حماد عند كثير من أهل العلم بالحديث إلا أن يحيى بن معين لم يكن ينسبه إلى الكذب بل كان ينسبه إلى الوهم فأما حديث ابن وهب فبليته من ابن أخيه لا منه لأن الله قد رفعه عن ادعاء مثل هذا ولأن حمزة بن محمد حدثني عن عليك الرازي أنه رأى هذا الحديث ملحقا بخط طري في قنداق من قنادق ابن وهب لما أخرجه إليه بحشل ابن أخي ابن وهب وأما محمد بن سلام فليس بحجة.

وقال أبو علي النيسابوري الحافظ سمعت أبا عبد الرحمن النسائي يذكر فضل نعيم بن حماد و تقدمه في العلم و المعرفة والسنن ثم قيل له في قبول حديثه فقال قد كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة فصار في حد من لا يحتج به.

قلت: وذكر الذهبي رحمه الله تعالى في الميزان في ترجمة نعيم بن حماد حديثه تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحلون الحرام ويحرمون الحلال ثم قال: قال الخطيب وافقه على روايته سويد وعبد الله بن جعفر عن عيسى وقال ابن عدي رواه الحكم بن المبارك الخواشتي ويقال لا بأس به عن عيسى. قلت (القائل الذهبي) هؤلاء أربعة لا يجوز في العادة أن يتفقوا على باطل فإن كان خطأ فمن عيسى بن يونس. وقال رحمه الله تعالى في سير أعلام النبلاء 10/ 600 نعيم بن حماد من كبار أوعية العلم لكنه لا تركن النفس إلى رواياته. والله تعالى أعلم.

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في لسان الميزان 1/ 136 في ترجمة إبراهيم بن أبي الليث قال صالح جزرة كان يكذب عشرين سنة وأشكل أمره على أحمد وعلي حتى ظهر بعد وقال أبو حاتم كان ابن معين يحمل عليه والقواريري أحب إلي منه وقال ابن معين ثقة لكنه أحمق وقال الساجي متروك قال الحافظ وبقية كلام ابن أبي حاتم: وكان أحمد بن حنبل يجمل القول فيه وقال إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين كذاب خبيث وقال عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي أول من فطن له أنه يكذب أبي وقال يعقوب بن شيبة كان أصحابنا كتبوا عنه ثم تركوه وكانت عنده كتب الأشجعي وكان معروفا بها فلم يقتصر على الذي عنده حتى تخطى إلى أحاديث موضوعة وقال النسائي ليس بثقة وقال ابن سعد كان صاحب سنة ويضعف في الحديث وقال أبو داود عن يحيى بن معين افسد نفسه بخمسة أحاديث ثم فسرها أبو داود وهي حديث هشيم عن يعلى بن عطاء في الرؤية وحديث شريك عن سالم عن سعيد موقوف وحديث إبراهيم بن سعد في الرؤية وحديث هشيم عن منصور عن الحسن عن أبي بكرة (الحياء من الإيمان) وحديث (تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة أشرها قوم يقيسون الأمور بأرائهم ..... )

قلت: والخلاصة في هذا الحديث أنه منكر جدا كما يلوح ذلك للناظر في كلام أصحاب الشأن رحمهم الله تعالى والمحفوظ من هذا الحديث ما رواه الإمام الترمذي رحمه الله تعالى قال حدثنا الحسين بن حريث أبو عمار حدثنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تفرقت اليهود على إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين فرقة والنصارى مثل ذلك وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة. قال الترمذي رحمه الله تعالى وفي الباب عن سعد وعبد الله بن عمرو وعوف بن مالك قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. قلت وهو عند أحمد وأبي داود من طريقه وابن ماجه وغيرهم رحمهم الله تعالى.

أخوكم أبو بكر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير