تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قالَ القُرْطُبِيُّ: (هَذِهِ الأَحَادِيثُ أَيْ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى نَفْيِ سُؤَالِ القَبْرِ - لا تُعَارِضُ أَحَادِيثَ السُّؤَالِ السَّابِقَةَ. أَيْ لا تُعَارِضُهَا بَلْ تَخُصُّهَا، وَتُبَيِّنُ مَن لا يُسْأَلُ فِي قَبْرِهِ ولا يُفْتَنُ فِيهِ، فَمَن يَجْرِي عَلَيْهِ السُّؤَالُ وَيُقَاسِي تِلْكَ الأَهْوَالَ. وَهَذَا كُلُّهُ لَيْسَ فِيهِ مَدْخَلٌ لِلْقِيَاسِ، ولا مَجَالَ لِلنَّظَرِ فِيهِ. وَإِنَّمَا فِيهِ التَّسْلِيمُ والانْقِيَادُ لِقَوْلِ الصَّادِقِ المَصْدُوقِ).

قالَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ: (وَمَنْ مَاتَ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَقَدْ اِنْكَشَفَ لَهُ الغِطَاءُ عَمَّا لَهُ عِنْدَ اللهِ؛ لأَنَّ يَوْمَ الجُمُعَةِ لا تُسْجَّرُ فِيهِ جَهَنَّمُ، وَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا، ولا يَعْمَلُ سُلْطَانُ النَّارِ فِيهِ مَا يَعْمَلُ فِي سَائِرِ الأَيَّامِ، فَإِذَا قَبَضَ اللهُ عَبْدًا مِنْ عَبِيدِهِ فَوَافَقَ قَبْضُهُ يَوْمَ الجُمُعَةِ كَانَ ذَلِكَ دَلِيلاً لِسَعَادَتِهِ وَحُسْنِ مَآبِهِ، وَإِنَّهُ لا يُقْبَضُ فِي هَذَا اليَوْمِ إلاَّ مَنْ كَتَبَ لَهُ السَّعَادَةَ عِنْدَهُ، فَلِذَلِكَ يَقِيهِ فِتْنَةَ القَبْرِ؛ لأنَّ سَبَبَهَا إِنَّمَا هُوَ تَمْيِيزُ المُنَافِقِ مِنْ المُؤْمِنِ)،

قُلْت: وَمِنْ تَتِمَّةِ ذَلِكَ: أَنَّ مَنْ مَاتَ يَوْمَ الجُمُعَةِ لَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ، فَكَانَ عَلَى قَاعِدَةِ الشُّهَدَاءِ فِي عَدَمِ السُّؤَالِ. كَمَا أَخْرَجَهُ أبو نُعَيْمٍ فِي الحِلْيَةِ عَنْ جَابِرٍ: قالَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ مَاتَ يَوْمَ الجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ؛ أُجِيرَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَجَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَعَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ)).

وأخْرَجَ حُمَيْدٌ فِي (تَرْغِيبِهِ) عَنْ إِيَاسِ بْنِ بَكِيرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قالَ: ((مَنْ مَاتَ يَوْمَ الجُمُعَةِ؛ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ، وَوُقِيَ فِتْنَةَ القَبْرِ)).

وأخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قالَ: (قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ أَوْ مُسْلِمَةٍ يَمُوتُ فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةِ الجُمُعَةِ؛ إلاَّ وُقِيَ عَذَابَ القَبْرِ، وَفِتْنَةَ القَبْرِ، وَلَقِيَ اللهَ ولا حِسَابَ عَلَيْهِ، وَجَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَمَعَهُ شُهُودٌ يَشْهَدُونَ لَهُ أَوْ طَابَعٌ)).

وَهَذَا الحَدِيثُ لَطِيفٌ صُرِّحَ فِيهِ بِنَفْيِ الفِتْنَةِ والعَذَابِ مَعًا. اِنْتَهَى كَلاَمُ السُّيُوطِيُّ)). اهـ كلام المبارك فوري.

قال الإمام الألباني: - رحمه الله تعالى -:

(*) (حسن) صحيح الترمذي 858، صحيح الجامع 5773،

وعلق الشيخ الألباني على كلام الترمذي المتقدم؛ فقال:

(*) ( .. رجاله موثقون، إلآ أنه منقطع كما قال الترمذي، لكن رواه الطبراني موصولا، كما في الفيض، وله طريق أخرى في المسند (2/ 176، 220) وإسناده حسن أو صحيح بما قبله). اهـ المشكاة 1367،

(*) وقال في (أحكام الجنائز 49 - 50 / باب: علامات حسن الخاتمة):

(أخرجه أحمد [السابق] والفسوي في (المعرفة 2/ 520) من طريقين عن عبد الله بن عمرو، والترمذي من أحد الوجهين، وله شواهد عن أنس، وجابر بن عبد الله، وغيرهما، فالحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح حسن). اهـ، ثم قال الشيخ في في الحاشية (1): (راجع تحفة الأحوذي والمشكاة 1367). اهـ

(*) (حسن لغيره ... وأخرجه الضياء في المختارة) صحيح الترغيب 3562.

=========

وانظر هذا الرابط لتتمة تخريجه، والكلام عليه:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=6181&highlight=%ED%E3%E6%CA+AND+%C7%E1%CC%E3%DA%C9

ـ[أبو فيصل الودعاني]ــــــــ[29 - 12 - 03, 09:45 ص]ـ

شكر الله لكم: مركز السنة النبوية، وزادكم علماً وعزة

أخوكم الداعي لكم:

أبو فيصل الودعاني

ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[03 - 10 - 10, 09:31 م]ـ

جزاكم الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير