تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[01 - 01 - 04, 07:59 ص]ـ

ثالثا: تخصيص النصيحة والتوجيهات بالتأليف والتصنيف، وذكر بعض المقتطفات من هذه المؤلفات0

سبق أن ذكرنا أمثلة لهذه المؤلفات، وها نحن نشرع في ذكر بعض مقتطفات منها:

1 - كتاب النصائح لأبي عبدالله الحارث بن أسد المحاسبي البصري المتوفي ببغداد سنة [243هـ] 0

قال المؤلف-رحمه الله تعالى- في المقدمة، بعد أن حمد الله وأثنى عليه، وصلّى على رسوله-صلى الله عليه وسلم- قال: ((أما بعد0

فقد انتهى إلينا ((أن هذه الأمّة تفترق على بضع وسبعين فرقة: منها فرقة ناجية))، والله أ‘لم بسائرها؛ فلم أزل برهة من عمري أنظر اختلاف الأمّة، وألتمس المنهاج الواضح والسبيل القاصد، وأطلب من العلم والعمل وأستدل على طريق الأخرة بإرشاد العلماء، وعقلت كثيرا من كلام الله عز وجل بتأويل الفقهاء، وتدبرت أحوال الأمّة، ونظرت في مذاهبها وأقاويلها فعلقت من ذلك ما قدر لي، ورأيت كلّ صنف منهم يزعم النجاة في تبعهم، وأن الهالك من خالفهم، ثم رأيت الناس أصنافا:

فمنهم العالم بأمر الآخرة؛ لقاؤه عسير، ووجوده عزيز0 ومنهم الجاهل فالبعد عنه غنيمة0 ومنهم المتشبه بالعلماء، مشغوف بدنياه مؤثر لها0 ومنهم: حامل علم لا يعلم تأويل ما حمل0 ومنهم: متشبه بالنساك متّجر بالخير لا غناء عنده ولا بقاء لعلمه ولا معتمد على رأيه0 ومنهم: منسوب إلى العقل والدهاء، مفقود الورع، والتقى000 فتفقدت في الأصناف نفسي، وضقت بذلك ذرعا، فقصدت إلى هدى الهتدين بطلب السداد والهدى، واسترشدت بالعلم، وأعملت الفكر00 وأطلت النظر00 فتبين لي في كتاب الله تعالى وسنة نبيه، وإجماع الأمّة أن اتباع الهوى يعمي عن الرشد، ويضل عن الحق، ويطيل المكث في العمى، فبدأت بإسقاط الهوى عن قلبي، ووقفت عند اختلاف الأمّة مرتادا أطلب الفرقة الناجية00 حذرا من الأهواء المردية00 والفرقة الهالكة، متحرزا من الإقتحام00 قبل البيان، وألتمس سبيل النجاة لمهجة نفسي0

ثم وجدت بإجماع الأمّة في كتاب الله المنزل أن سبيل النجاة في التماسها بتقوى الله - تعالى-، وأداء فرائضه، والورع في حلاله وحرامه00 وجميع حدوده00 والإخلاص لله تعالى بطاعته00 والتأسّي برسوله صلى الله عليه وسلم00))

وقال في موضع آخر: ((إخواني: اعلموا أن الكلام كثير، وفنون العلم غير محدودة، وخير القول ما ابتغي به وجه الله تعالى، وأفضل العلم ما عمل به لوجه الله تعالى، فأنصتوا لما سألتم عنه، بآذان واعية، وأفئدة حاضرة، وقلوب فهمة لخزائن العلم محتملة، وعلى العلم مضمرة، وبالعلم بالله عالمة عاملة،، وفقنا الله وإيّاكم لذلك0 فأما ما سألتم عنه من أحوال قوم عملوا بالبر جميعا بالسواء، وبعضهم عند الله أعلى، وأوزن أعمالا من بعض، لقد بحثتم عن علم كبير، ووصف كثير، وتفاوت بين العباد بعيد، وسأصف بعض أحوالهم بمنّ الله وإرشاده ذلك أنهم تفاضلوا بالعلم، وحسن النية، وصدق اللسان، والورع، فإن للأعمال حدودا وعلى العامل فيها شروطا، والعبد إذا كان جاهلا بحدود أعمال، أو آداب الدين لم يتوجه لتحري مسرات الله تعالى ولا لإجابة الحق في عمله، ولا في ن، وكذلك إذا جهل أدواء النفوس، ومكائد الشيطان000، وساصف لكم بمنّ الله تعالى، جواهر من الآداب، وحسن النية، والتحري لمسرات الله عز وجل، فاعتقدوها في السرائر، واجعلوها أساسا، وابنوا عليها أعمال البرّ، ففيها الحزم، والفضل العظيم، ويؤخذ عنها عند تحصيل ما في الصدور000)) 0

وقال أيضا رحمه الله تعالى: ((إخواني: إذا رأيتم الناس يبدون ما عندهم من العلم، وفي ذلك يزدري بعضهم على بعض وقلوبهم متنافرة، والنفوس متباينة فأسروا أموركم بمجهودكم، وكونوا للشهرة والجدال مبغضين، ولخمول الذكر محبين وبالوحدة والإنفراد آنسين000؛فليس من أحد بخطيئة إلا والله يسأله عنها ما أراد بها0000فإني أوصيكم متى أظهرتم من العلم شيئا فأريدوا به وجه الله - تعالى- وتذاكروا منه بقدر الحاجة إلى بيانه للمريدين خشية الخروج من كتمانه، فقد كانت المساءلة تقع في عهد السلف-رضي الله عنهم- فيود كل امرىء منهم أنّ أخاه كفاه الجواب، وكان الرجل منهم يعلم العلم الكثير ويفقه الفقه الكثير وما يعلم به جاره0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير