إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل الشيباني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، والقاضي الحسن بن عبدالرحمن الرامهرمزي، والخطيب البغدادي، والذهبي، وابن كثير، وابن رجب الحنبلي، وابن الجوزي، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهابالتميمي، وشيخ الإسلام في عصرنا الحاضر الإمام عبدالعزيز بن باز، والإمام المحدّث محمد ناصر الدين الألباني، والعالم الرباني محمد بن صالح العثبيمين-رحمهم الله تعالى- وغيرهم كثير في السابق واللاّحق0
بيد أن هناك بعض من حذّر من صنف آخر من الكتب0صافية المشرب؛ فلا ينبغي أن يلتفت إلى القدح فيها، فهي لأئمة الهدى، والتحذير منها ناشىء من فساد عقيدة المحذِّر، أو من دخول البدعة على منهجه؛ فكم من محذِّرًا- قديما وحديثا- من كتب الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيّم،، ومن سار على منوالهما من أمثال شيخ الإسلام المجدّد محمد بن عبدالوهاب، والشيخ الإمام المحدّث محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ العلاّمة الفقيه إمام العصر عبدالعزيز بن عبدالله بن باز0 وغيرهم، وهؤلاء المحذِّرون من مصنّفات هؤلاء الأئمة من أهل البدع والخرافة فكن أخي القارىء على حذر من تحذيراتهم وتمويهاتهم وتلبيساتهم0
وقد يقع التحذير من بعض الكتب بسبب اختلاف المشرب الفقهي وهذا أمر فيه سعة، فما ينبغي التعصب والتشنيع على المخالف، وهذا أمر غير المناقشة والمباحثة بالحجّة والبرهان0
وقد وقع تحذير من بعضهم للسبب المذكور من مصنّفات جليلة ما ينبغي أن يستغنى عنها، ولا يلتفت إلى التحذير منها0
مثل مصنّف ابن أبي شيبة، ومسند بقي بن مخلد، وكتاب صحيحي السنة لأبي اسحاق إبراهيم بن أحمد المروزي0
وقد قام الشيخ رائد صبري ابن أبي علفة، بحصر المصنّفات التي حذًّر منها شيخ الإسلام ابن تيمية في [مجموع الفتاوى] في كتاب أسماه [الإعلام بذكر المصنّفات التي حذَّر منها شيخ الإسلام في كتابه مجموع الفتاوى]، ورتّبها على حروف المعجم0
وصنّف الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان كتاباً وسمه بـ[كتب حذَّر منها العلماء]، المجموعة الأولى منه في مجلدين، ((وقد جمع في هذا الكتاب- الفريد في بابه- تتبعاً وصياغةً وإعداداً وتوثيقاً تسمية عشر وأربع مئة كتاب في التوحيد والفقه والتاريخ والإنتحال بعد مقدة موعبة مهمّة000)) 0
والآن إلى ذكر بعض الأمثلة للكتب المحذَّر منها، مع ذكر النص الذي وقع فيه التحذير من ذاك الكتاب المحذَّر منه0
1 - [رسائل إخوان الصفا] 0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في: نقض المنطق: ((00 ومثل كتاب ((رسائل إخوان الصفا)) الذي صنّفه جماعة في دولة بني بويه ببغداد وكانوا من الصابئة المتفلسفة المتحنفة، جمعوا بزعمهم بين دين الصابئة المبدلين، وبين الحنيفيّة، وأتوا بكلام المتفلسفة وبأشياء من الشريعة، وفيه من الكفر والجهل شيء كثير، ومع هذا فإن طائفة من الناس- من بعض أكابر قضاة النواحي- يزعم أنه من كلام جعفر الصادق- وهذا قول زنديق وتشنيع جاهل)) 0
وقال عنه الذهبي في السير، في ترجمة الغزالي: ((00وحبِّب إليه إدمان النظر في كتاب وهو داءٌ عضال، وَجَرَبٌ مردٍ، وسمٌّ قتّال، ولولا أنّ أبا حامد من كبار الأذكياء، وخيار المخلصين، لتلف0 فالحذار الحذار من هذه الكتب، واهربوا بدينكم من شبه الأوائل، وإلا وقعتم في الحَيرَةِ)) 0
2 - [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب لابن عربي الصوفي] 0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- في نقض المنطق: ((00 فلهذا تجد عامة مَن في دينه فساد يدخل في الأكاذيب الكونية، مثل أهل الإتحاد0 فإنّ ابن عربي-في كتاب ((عنقاء مغرب)) وغيره- أخبر بمستقبلات كثيرة، عامتها كذب، وكذلك ابن سبعين، وكذلك الذين استخرجوا مدّة بقاء هذه الأمّة من حساب الجمل من حروف المعجم الذي ورثوه من اليهود، ومن حركات الكواكب الذي ورثوه من الصابئة، كما فعل أبو نصر الكندي وغيره من الفلافسة، وكما فعل بعض من تكلم في تفسير القرآن من أصحاب الرازي، ومن تكلم في تأويل وقائع النسّاك من المائلين إلى التّشيع0
¥