تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[02 - 01 - 04, 07:24 ص]ـ

خامسًا: ذكر الأمثلة على الإنكار على التلميذ وزجره، أو الإعراض عنه وإبعاده من المجلس0

يتطلّب الأمر في بعض المواقف الشِّدَّة والصرامة مع التلاميذ، وهذه المواقف يحدِّدها المعلِّم أو الشيخ، ويتعامل معها في وقتها؛ وفق ما يراه مناسبًا0

وإليك بعض الأمثلة والمواقف لهذه الوسيلة:

1 - خبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الرجل الذي كان يسأل عن مشكل القرآن تعنتًا0

قال القرطبي-رخمه الله تعالى- في أحكام القرآن: ((قال أبو بكر الأنباري: حدّثنا عبدالله بن ناجية، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا مكي بن إبراهيم، حدّثنا الجعيد بن عبدالرحمن، عن يزيد بن حصيفة، عن السائب بن يزيد أنّ رجلاً قال لعمر- رضي الله عنه- إنِّي مررت برجلٍ يسأل عن تفسير مشكل القرآن، فقال عمر- رضي الله عنه-: اللهمّ أمكني منه؛ فدخل الرجل على عمر يومًا وهو لابس ثيابًا وعمامة وعمر يقرأ القرآن، فلما فرغ قام إليه الرجل فقال: يا أمير المؤمنين ما ((الذَاريَاتِ ذَروًا)) فقام عمر فحسر عن ذراعيه وجعل يجلده، ثم قال: ألبسوه ثيابه واحملوه على قتب، وأبلغوا به حيَّه، ثم ليقم خطيبًا فليقل: إنّ صبيغًا طلب العلم فأخطأه، فلم يزل وضيعًا في قومه بعد أن كان سيدًا فيهم)) 0

2 - جواب الإمام مالك- رحمه الله تعالى- للرجل الذي سأله عن معنى قوله تعالى: ((الرّحمن على العرش استوى)) 0

عن جعفر بن عبدالله قال: ((جاء رجل إلى مالك بن أنس فقال: يا أبا عبدالله ((الرّحمن على العرش استوى)) 0 (كيف استوى)؟

قال: فما رأيت (مالكًا) وجد من شيء كوجدته من مقالته وعلاه الرحضاء- يعني العرق- قال: وأطرق القوم جعلوا ينتظرون ما يأتي منه فيه0 قال: فسرِّي عن مالك فقال: الكيف غير معقول والإستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، فإنِّي أخاف أن تكون ضالاًّ وأمر به فأخرج0

3 - قصة شيخ الإسلام ابن تيمية، مع تلميذه ابن القيّم، وكيف انتهره؛ عندما دلَّ على مفتٍ أو مذهب0

قال الإمام ابن القيّم- رحمه الله تعالى- في كتابه [أعلام الموقعين] عند مبحث {دلالة العالم للمستفتي على غيره} 0 قال: ((الفائدة الخامسة والعشرون: في دلالة العالم للمستفتي على غيره، وهو موضع خطر جدًّا، فلينظر الرجل ما يحدث من ذلك فإنّه متسبب بدلالته إمّا إلى الكذب على الله ورسوله في أحكامه أو القول عليه بلا علم، فهو معين على الإثم والعدوان وإمّا معين على البر والتقوى، فلينظر الإنسان إلى مَن يدل عليه، وليتق الله ربَّه فكان شيخنا قدّس الله روحه شديد التّجنب لذلك، ودللت مرّةً بحضرته على مفتٍ أو مذهب، فانتهرني وقال: مالَكَ وله؟ دَعه، ففهمت من كلامه إنّك لَتَبوء بما عساه يحصل له من الإثم ولمن أفتاه)) 0

4 - قصة شريك مع بعض أولاد الخليفة المهدي عندما ساء أدبه مع شريك0

حضر بعض أولاد الخليفة المهدي عند شريك فاستند إلى الحائط، وسأله عن حديث0 فلم يلتفت إليه شريك، ثم عاد، فعاد شريك بمثل ذلك0 قال: تستخف بأولاد الخلفاء0 قال: لا0 ولكن العلم أجلّ عند الله من أن أضيعه، ويروى: العلم أزين عند أهله من أن يضيعوه0

آخر ما تمّ جمعه من وسائل تهذيب سلوك المتعلمين عند السلف0

وإلى لقاء قادم مع كنز آخر من كنوز أمّتنا العريقة0

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

المصادر والمراجع للوسيلة الثالثة، والرابعة، والخامسة0

1 - الإعلام بذكر المصنّفات التي حذّر منها شيخ الإسلام في كتابه مجموع الفتاوى لرائد ابن صبري أبي علفة0

2 - أعلام الموقعين عن ربّ العالمين لابن قيّم الجوزيّة0

3 - تذكرة السامع والتكلّم لابن جماعة0

4 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي0

5 - سير أعلام النبلاء للذهبي0

6 - شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائيّ0

7 - شرح السنة للبغوي0

8 - كتب حذّر منها العلماء للشيخ أبي عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان0

9 - نقض المنطق لشيخ الإسلام ابن تيميّة0

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير