[مواقف خالدة لعلماء الأزهر]
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[31 - 12 - 03, 03:36 م]ـ
[مواقف خالدة لعلماء الأزهر]
(الشبكة الإسلامية) إعداد:ربيع محمود
اعتاد كثير من المغرضين على اتهام الأزهر، واختلاق المقالب الشائنة لرجاله، وهم إذ يلصقون التهم الآثمة بهم إلصاقًا يتجافى عن الحق والإنصاف، إنما يهاجمون الإسلام نفسه من وراء ستار ليحققوا مآرب خبيثة لا يقدرون على البوح بها علانية، ولا جرم فقد (بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) [آل عمران:118].
ونحن إذا تصفحنا مواقف تاريخنا الحديث نجد لأعلام الأزهر في الذود عن الحق والوقوف في وجه الباطل آيات رائعة يفوح منها الشذى العاطر، وتؤكد وراثة الأنبياء في قوم يخشون الله حق خشيته، ومن المؤسف أن هذه المواقف الخالدة - على كثرتها المشرفة - لم تجد من أحصاها في كتاب أو دونه في تاريخ، إذ أن الرهبة المرعبة من أصحاب النفوذ ساعدت على كتمان هذه المجابهات الصريحة، إلا ما تناثر على الأفواه من أحاديث تتخذ الحيطة الكاملة في تردادها وتداولها بين الناس، ومع هذا التكتم الصريح فقد وعت ذاكرة التاريخ مثلاً رائعًا لجماعة مؤمنة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر من العلماء الأفذاذ!
وهانحن أولاء نسطر في مقالنا بعض هذه الروائع الغالية ليعلم من لم يكن يعلم أن من علماء الأزهر من حملوا مشعل الحق في الدعوة إلى الله، فأثبتوا لذوي الإنصاف أن الروح القرآنية التي ألهمت سعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب، والأوزاعي، وابن حنبل، والعز بن عبد السلام - في القديم - هي نفسها الروح القوية التي سرت في نفوس علماء الأزهر، فواجهوا الباطل بلسان صدق مبين، ونحن نسجل بعض هذه المفاخر لا لنقول أولئك آبائي، بل لنقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق.
الشيخ حسن الطويل
هناك العالم الجليل الأستاذ حسن الطويل العالم الأزهري، فقد كان من عزة النفس والثقة بالله على جانب رفيع ممتاز! دخل عليه رياض باشا وهو يدرس لطلابه بدار العلوم، فما غير موقفه أو بدل جلسته، وحين هم الزائر بالخروج قال له الأستاذ: لماذا لا أكون وزيرًا معكم يا باشا؟! فدهش الزائر وقال: أي وزارة تريد؟ فقال: وزارة المالية لاستبيح من أموالها ما تستبيحون!!
وكانت لطمة أليمة توجه إلى حاكم ارستقراطي لم يألف التهكم والاستخفاف! فخرج ثائرًا مهتاجًا، و استدعى ناظر المعارف (علي مبارك) ليعجل بفصله من وظيفته، ولكن يدا أعلى من يد (رياض باشا) تقف في وجهه فيتراجع عن غطرسته العاتية مدحورًا، وقد آثر ألاَّ يزور مدرسة أو معهدًا بعد ذلك!
وموقف آخر لهذا الرجل العظيم الشيخ حسن الطويل، فقد طلب منه أن يرتدي ملابس خاصة ليقابل بها الخديو توفيق، وحان الموعد المرتقب، فجاء بملابسه المعتادة ومعه منديل يضم الملابس الرسمية، ثم قدمها للخديو قائلاً في بساطة: إن كنت تريد الجبة والقفطان فهاهما ذان، وإن كنت تريد حسن الطويل فهاأنذا حسن الطويل!! ثم قال الشيخ لجلسائه: كيف أتجمل لتوفيق بلباس لا أتجمل به لربي في الصلاة؟ وهذا لعمري منطق اليقين الجازم والإيمان العجيب.
الشيخ حسونة النوواوي
وهناك الأستاذ الشيخ النواوي، شيخ الأزهر؛ فقد أرادت حكومة (مصطفى فهمي) أن تضعف القضاء الشرعي، إجابة لرغبة المعتمد البريطاني؛ فدعت لتعديل اللائحة الشرعية، مستندة على نفوذ المستعمر كعهدها في حكمها الطويل البهيم! ولكن الشيخ النواوي يحمل على المشروع بكلمة موجزة فتطير في الأمة كل مطير، ويتأهب الكتاب لنقده نقدًا جارحًا، فتتخاذل الحكومة وتؤثر الانسحاب بمشروعها الخطير. ولو كان هذا الموقف لزعيم سياسي لظلت صحفنا "المنصفة" تردده بين الحين والحين.
الشيخ عبد المجيد سليم
¥