تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بعد كلمة الرئيس عبست الوجوه، وتكدرت النفوس، ولم يتقدم أحد ليعلق على ما قاله هذا الرئيس، ولكن الشيخ أبا زهرة طلب الكلمة، واتجه إلى المنبر وقال بشجاعة منقطعة النظير: نحن علماء الإسلام وفقهاؤه، وقد جئنا إلى هذه الندوة، لنقول كلمة الإسلام كما نراها نحن لا كما يراها السياسيون، ومن واجب رجال السياسة أن يستمعوا للعلماء، وأن يعرفوا أنهم متخصصون فاهمون، لا تخدعهم البوارق المضرية، وقد درسوا ما يسمى بالاشتراكية، فرأوا الإسلام أعلى قدراً، وأسمى اتجاهاً من أن ينحصر في نطاقها، وسيصدر المجتمعون رأيهم كما يعتقدون، لا كما يريد رجال السياسة، فهم أولُو الأمر في هذا المجال، ثم توجه الشيخ إلى زملائه قائلاً: هل فيكم من يخالف؟ ".فرأى الإجماع منعقداً على تأييده، فقال: الحمد لله أن وفق علماء المسلمين إلى ما يرضي الله ورسوله.

وبعد موقف الشيخ محمد أبو زهرة، لم تستمر الندوة في انعقادها أسبوعاً كما كان من المقرر لها من قبل، بل كان حفل الاستقبال هو حفل الختام - كما يقول الدكتور محمد رجب البيومى.

وهذا موقف آخر للشيخ العلامة أبي زهرة، عندما عُرض فيلم " ظهور الإسلام " المأخوذ عن كتاب " الوعد الحق " لطه حسين، دعا بعض الكتّاب إلى تمثيل العصر النبوى على الشاشة باعتبارها عامل تأثير في النفوس، وأُقيمت ندوة أدبية لتدعيم هذا الاتجاه، ولم يجرؤ المنظمون لها على دعوة الشيخ أبو زهرة خوفاً من معارضته. ولكنه سعى إلى الندوة مستمعاً، وبعد أن تبارى المشاركون في الحديث عن أهمية هذه الدعوة وأن للفن دوره المؤثر في ذلك طلب أبو زهرة الحديث، واضطر مُنظم الندوة أن يدعو الشيخ للكلام، فقال: إن الذين يتحدثون عن أثر السينما في الدعاية للإسلام بدليل انكباب الجمهور على مشاهدة فيلم "ظهور الإسلام " لم يوفقُوا فيما يدعون، لأننا نعلم أن هذا الفيلم لم يزد المؤمن إيماناً فوق إيمانه، ولم يردع فاسقاً عن غيه، ولم يدخل أحداً من ذوى الأديان الأخرى إلى حظيرة الإسلام، فهل نفدت كل وجوه الدعايات للإسلام، ولم يبق إلا تمثيل أحداث العصر النبوى بأعلام من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل يعقل أن يقوم ممثل اليوم بتمثيل دور " بلال " حين عُذب في ذات الله، ثم يجده المشاهد في رواية أخرى يمثل دور ماجن خليع؟ وهل يُعقل أن تضع ممثلة لبعض الصحابيات الماكياج في وجهها، ثم تزعم أنها تمثل صحابية شهيدة ذهبت روحها فداء لدينها الحبيب؟ وماذا نصنع إذا وجدنا هذه الشهيدة في فيلم آخر تأتى بما ينكره الإسلام في بعض المشاهد المخلة بالآداب أليست هذه إساءة واضحة للصحابيات؟

وهكذا بحجة قوية وبأسلوب سهل بسيط واضح من الشيخ أبو زهرة غيّر رأي المؤيدين لموضوع الندوة، وكان لكلمة أبو زهرة أثرها في عقول وقلوب المشاركين -فخرجوا غير مؤيدين ورافضين للهدف الذى من أجله أُقيمت الندوة.

الشيخ جاد الحق علي جاد الحق

كان للشيخ جاد الحق مواقف مشرفة في العديد من القضايا.

منها: أنه تمسك بموقف مؤتمر علماء المسلمين الذي عقد بالأزهر، وأفتي بأن فوائد البنوك من الربا المحرم، وطالب بالعودة الى مباديء الاقتصاد الاسلامي.

كما رفض قرار الكونجرس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية الى القدس، وطالب أمريكا بمواقف عادلة تجاه العرب واسرائيل، وأكد أن القدس اسلامية.

وكان للإمام الأكبر موقف مشهود ومشرف من مؤتمر السكان الذي انعقد بالقاهرة نهايات عام 1994، فقد خاض الشيخ معركة شرسة ضد بعض البنود الواردة في مسودة إعلان مؤتمر القاهرة الدولي للسكان. ذلك المؤتمر الذي أراد أن يصدر عن القاهرة بلد الأزهر قرارات تناهض الأديان، وتعتدي على أفاق البشر وكرامة الانسانية، مثل إباحة العلاقات الجنسية الشاذة بين الرجل والرجل، وبين المرأة والمرأة، وإباحة حمل العذاري الصغيرات والحفاظ على حملهن، وإباحة إجهاض الزوجات الشرعيات الحرائر، وغير ذلك. فقد تصدى الإمام الجليل لهذه البنود في بيان شامل صدر عن مجمع البحوث الاسلامية، بعد دراسة متعمقة لوثيقة المؤتمر باللغتين العربية والإنجليزية، فكان للبيان وما تبعه من البيانات فعل الزلزال الذي أجهض المؤامرة.

هذه بعض المواقف الرائعة في تاريخ الأزهر، ومن المؤسف أن يتعاون المأجورن على طمسها وإخفائها، وإذا كان منهم من يريد أن يطفئ نور الله، فالله متم نوره، ولو كره المغرضون.

من مصادر المقال كتيب " مواقف تاريخية لعلماء الإسلام "

http://www.islamweb.net/web/misc.Article?vArticle=51973&thelang=A

ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 04:29 م]ـ

للرفع

وليس معني الكلام المذكور أن كل علماء الأزهر على خير بل إن منهم المفسدين

ولكن نسأل الله أن يطهر الأزهر من المفسدين ويجعله منارة للدين

ـ[هشام جبر]ــــــــ[12 - 07 - 09, 07:24 م]ـ

الشيخ محمد نجيب المطيعي ... بالجيم وليس بالخاء

المحدث الكبير رحمه الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير