ولم يتحدث رحمه الله في هذه الرسالة عن الحج ولعل عدم تحدثه عن الحج لأنه رحمه الله له كتاب آخر وهذا الكتاب اختصر به كتاب الإنصاف (الشرح الكبير) لعبد الرحمن بن أبي عمر المقدسي طبعاً هو من تلاميذ الموفق بن قدامة ومن مشايخ الإمام بن تيمية وكتاب الشرح الكبير كتاب مشهور ومعروف ومطبوع وأكثر ما في الشرح الكبير
وأكثر ما في الشرح الكبير أخذه المصنف عبد الرحمن بن أبي عمر أخذه من كتاب شيخه وعمه الموفق بن قدامة أخذه من كتاب المغني
وقرأ أيضاً على عمه الموفق رحمة الله عليه فالشيخ اختصر هذا الكتاب واختصر أيضاً كتاب الانصاف للمرداوي والمرداوي متأخر في المائة التاسعة فهو تحدث في هذا الكتاب عن الحج و العمرة وما يتعلق بهما فلعله اكتفى بذلك
أو لعله والله أعلم أن الحج لا يجب إلا على المستطيع وإن حاجة الناس إلى تعلم مناسك الحج ليست مثل حاجة الناس إلى ما يتعلموا الصلاة وما يتعلق بهما من أحكام وما يتعلق أيضاً بالزكاة التي هي قرينة الصلاة وكذلك أيضاً فيما يتعلق بالصيام الذي هو أيضاً مفروض على الجميع طبعاً من كان مكلفاً لعله من أجل هذا والله أعلم أنه لم يتحدث عن الحج لأن الناس بحاجة إلى أن يعرفوا أحكام الأمور التي تقدم الحديث عنها أكثر لا شك أن الحج الركن الخامس ولا شك في أهميته ومكانته لكن أهمية الأركان التي قبله أكثر وحاجة الناس إليها أكبر وأيضاً الصلاة تتكرر في اليوم خمس مرات أقل شيء هذا فيما يتعلق بالصلوات المفروضة والزكاة أيضاً هي قرينة الصلاة ويكثر أيضاً الحاجة إليها وأن الأموال التي تجب فيها الزكاة متنوعة وأن الزكاة أيضاً تنقسم إلى قسمين:
1 - زكاة مفروضة وهي المقصود بلفظه الزكاة إذا أطلعت.
2 - القسم الثاني للزكاة المستحبة والمقصود بها الصدقات.
فالإنسان أيضاً لا يخلو من أنه يتصدق أو تجب عليه الزكاة في ماله أو فيما يتعلق مثلاً بزكاة الفطر أيضاً وكذلك أيضاً إما أن يكون تجب عليه الزكاة وهو محتاج إلى أن يعرف أحكامها وإما أن يكون فقيراً ويحتاج إلى أن يأخذ الزكاة فتحدث الشيخ أيضاً فيما يتعلق بإخراج الزكاة فلأهمية كل ذلك تحدث عنه وكذلك أيضاً فيما يتعلق بالصيام وأنه يتكرر في كل عام بخلاف الحج فإنه إنما يجب مرة واحدة في العمر فلعله لأجل هذا تحدث عما تقدم وسكت عما يتعلق بمسألة الحج
والشيح رحمه الله له مؤلفات أخرى فيما يتعلق بالفقه والشيخ رحمه الله اختصر كتب عديدة سواء كان فيما يتعلق بالاعتقاد أو فيما يتعلق بغير الاعتقاد
فمثلاً فيما يتعلق بالاعتقاد اختصر كتاب الإمام بن تيمية كتاب الاستغاثة قد اختصره الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه
وله كذلك أيضاً مسائل عديدة لخصها من كلام الإمام بن تيمية
وهذه المسائل موجودة في الكتاب المسمى بملحق المصنفات والرسائل طبعاً ما يخفى أن الشيخ رحمه الله جمعت وصنفت ورتبت وقسمت إلى أقسام فمن ضمن هذه الأقسام كتاب ملحق المصنفات والرسائل ---
ففي هذا الكتاب مسائل كثيرة لخصها الشيخ من كلام الإمام ابن تيمية
وهذه المسائل الملخصة مسائل مهمة جداً ينبغي لطالب العلم أن يطلع عليها وأن يستفيد منها ويرجع إليها
وكذلك أيضاً من الكتب التي لخصها كتاب زاد المعاد للإمام ابن القيم وهذا يدخل ضمن الفقه وضمن السيرة
وكذلك أيضاً من المباحث التي لخصها مبحث الإمام ابن القيم في كتاب أعلام الموقعين فيما يتعلق بمسائل الاجتهاد والتقليد وبين فيه ابن القيم وذكر الأمة فيه بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام
وقيل إن للشيخ مختصر لفتح الباري لابن حجر هذا مما ذكر لكن لا يعلم أنه موجود
ولا شك أن التلخيص والاختصار فيه فائدة كبيرة أولاً على الملخص هو يستفيد لا بد أن يمر على هذا الكتاب حتى يلخصه ثم من خلال التلخيص المسائل في ذهنه وترسخ في ذهنه وأيضاً رجاء النفع بعدة الملخصات يأتي غير الشيخ رحمه الله ممن يطلع على هذه الملخصات ويستفيد منها
وكذلك أيضاً هذا حفظنا الكتاب هناك كتب ضاعت ولكن بقي من هذه الكتب المختصرات هذا هو الذي بقي من هذه الكتب مثل صلاة قيام الليل لمحمد بن نصر المزوزي وهو من كبار الأئمة ومن كبار الحفاظ هذا الكتاب غير موجود فيما نعلم لكن المختصر للمقريزي وكتب كثيرة
فتلخيص الكتاب فيه فوائد ممكن أن تقسم إلى ثلاثة أقسام:
¥