تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 05 - 04, 12:23 ص]ـ

قال: (وأن يمشي إليها بسكينة ووقار) هذا من السنة التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أن الإنسان إذا خرج من البيت أنه يخرج بسكينة ووقار وحتى أنه لو أقيمت الصلاة فعليه ألا يستعجل وذلك أن الصلاة مطلوب فيها الخشوع والتدبر فإذا خرج الإنسان وهو مستعجل ومسرع لا شك أن هذا الخشوع سوف يذهب وبالتالي لا يرتاح في صلاته ولا يعقل صلاته فلذلك الرسول عليه الصلاة والسلام أمر الإنسان بأن يخرج بسكينة ووقار والدليل على هذا ما ثبت في الصحيحين أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال إذا سمعتم الإقامة فامشوا وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا وقد أجاز بعض أهل العلم أنه لا بأس أن يسرع قليلاً من أجل أن يلحق بالركعة أو يلحق على الصلاة كما جاء عن الإمام أحمد واسحاق بن راهوبة أنهم أجازوا أن الإنسان يسرع قليلاً حتى يدرك الركعة وطبعاً فيما يبدو أن قصد الإمام أحمد واسحاق بن راهوبة ليس الاستعجال الذي يذهب الخشوع ويذهب تدبر الصلاة وإنما يكون هذا استعجال خفيف أو مشي خفيف يعني يسرع قليلاً من أجل أن يدرك الركعة وفيما يتعلق بالخشوع لأن المصنف رحمه الله كما تقدم أنه أشار إلى الخشوع وهذه النصوص أيضاً تشير إلى مسألة الخشوع في الصلاة فأقول إن الخشوع خشوعان الخشوع ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول هو الخشوع الذي يعتبر ركناً في الصلاة والذي لا بد منه في صحة الصلاة.

والقسم الثاني الخشوع الذي هو مستحب في الصلاة وأن الإنسان لو لم يأت به لصحت صلاته ولأجزأته ولكن ينقص أجر هذه الصلاة أما ما يتعلق بالأول وهو الخشوع الذي يتعبر ركناً في الصلاة فالمقصود به هو الطمأنينة التي تكون في الأعضاء في الصلاة كما تعلمون أن الطمأنينة في الصلاة لا بد منها وكما جاء في الصحيحين في حديث المقبري عن أبيه عن أبي هريرة أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال للمسيء في صلاته (إذا قمت إلى الصلاة فاستقبل القبلة ثم كبر ثم أقرأ بما يتدبر معك من القرآن قال ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً إلى آخر الحديث) فأمره عليه الصلاة والسلام بالطمأنينة وهذه الطمأنينة ركن في الصلاة فالخشوع الأول هي الطمأنينة وهذه الطمأنينة ركن في الصلاة فالخشوع الأول هي الطمأنينة التي تكون في الأعضاء في الجوارح فهنا لا بد أن يطمئن في صلاته ولا يستعجل وأما الخشوع الذي هو سنة وإذا لم يأت به الإنسان صحت صلاته ولكن أجره ينقص فهو الخشوع الذي يكون فيه تدبر لما يقول لما يسمع من الإمام في أثناء الصلاة ويستحضرانه في صلاة وأنه بين يدي الله سبحانه وتعالى

فهذا الخشوع إذا لم يأت به الإنسان فإن صلاته صحيحة كما ذهب إلى هذا جل أهل العلم ونقل عن أبي حامد الغزالي أنه من لم يأت الخشوع تكون صلاته باطلة وعليه أن يعيد صلاته ولكن هذا القول فيه نظر وذلك أنه جاء في الحديث الصحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال إن الرجل ليصلي ولا يكتب له من صلاته إلا نصفها ثلثها ربعها عشرها لا يكتب له من صلاته إلا ما عقلها أو ما عقل فيها أو كما قال عليه الصلاة والسلام) فهذا يفيد أن الصلاة صحيحة ولكن الأجر والثواب ينقص ولا يكتب للإنسان من صلاته إلا عقل فيه وتدبر ما يقول أو ما يسمعه من الإمام وبمناسبة الخشوع طبعاً كما تقدم لا شك أن الخشوع مهم ويعتبر هو لب الصلاة ويعتبر هو لب الصلاة ويعتبر هو روح الصلاة وهو المكمل للصلاة فعلى الإنسان أن يأتي بها حتى يكون الإنسان خاشعاً في صلاته ومن هذه الأشياء كما تقدم الإشارة إلى بعض ذلك منها كما أرشد الرسول عليه الصلاة والسلام أن يخرج الإنسان من بيته وهو مستعد للصلاة وذلك بأن يتطهر وأن يقول هذه الأدعية حتى الشيطان يتنحى عنه ويبتعد منه ولا يوسوس له حتى يشغله فيما أشغله به فأيضاً من الأشياء التي بإذن الله تعين على الخشوع وتطرد الوسواس هو أن الإنسان يقول الأذكار عندما يخرج من بيته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير