تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والأمر الثالث هو أنه يخرج بسكينة ووقار حتى كما تقدم أن هذا يساعده على الخشوع كذلك أيضاً يخرج مبكراً للصلاة وهذه في الحقيقة القضية قضية مهمة وقد جاءت في الحق على التكبير في الخروج للصلاة فالإنسان إذا خرج مكبراً فسوف يخرج بسكينة وطمأنينة ثم يصلي ما كتب له ثم قد يقرأ القرآن أو قد يدعو وكل هذه مقدمات تهيئه لأن يخشع في صلاته عندما يقوم في الصلاة يسكون مستعداً ويكون متهيئاً فهذا كله ليساعده على الخشوع كذلك أيضاً من الأشياء التي تساعد بإذن الله على الخشوع هو أن الإنسان لا يخرج إلى الصلاة وفي نفسه حاجة أو عنده شيء يريد أن يقضيه أو أمر يريد أن يفعله أو مثلاً يدافعه مثلاً الأجثان كما جاء في حديث عائشة الذي خرجه الإمام مسلم في صحيحه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال (لا صلاة بحضرة طعام ولا هو يدافعه الأخثان) فإذا كان الإنسان نفسه مشتاقة إلى الطعام فهنا أرشد الشارع إلى أن الإنسان يأكل ثم يصلي حتى يأتي إلى الصلاة وهو مطمئن متهيئ وكذلك أيضاً إذا كان يدافعه الأجثان فعليه أيضاً أن يزيل ذلك ويتوضأ ويذهب إلى الصلاة حتى لا يكون هناك شيء يشغله عن صلاته وقوله صلى الله عليه وسلم (لا صلاة بحضرة طعام وهو يدافعه الأجثان) هذا على قسمين:

1) إما أن يكون لا صلاة له صحيحة وتعتبر صلاته باطلة.

2) وإما أن يكون هذا لا صلاة له كاملة الكمال الواجب وعندنا قاعدة أن الشارع إذا نفى شيئاً فلأن لا إيمان له أو فلان لا إسلام له أو شابه ذلك هذا يحمل على واحد من أمرين أو كلا الأمرين.

إما أن يكون بالفعل ينفي عنه الإسلام ويكون من الكفار.

وإما أن ينفي عنه كمال الإيمان أو كمال الإسلام الواجب مثل (لا إيمان لمن لا أمانة له) فهنا إذا كان الإنسان ليس عنده أمانة مطلقاً وسمى الأمانة ما جاء في قوله عز وجل (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان) فيدخل فيها طبعاً التوحيد إلى آخره فإذا كان ما عنده أمانة مطلقاً فلا شك أن هذا طبعاً ما عنده لا توحيد ولا صلاة وهذا لا شك أنه كفر.

وأما إذا كان ما عنده أمانة التي هي حفظ المال وحفظ الوديعة عندما تودع عنده فهذا يكون عنده نقص في إيمانه فيكون الحديث محمول على هذين الأمرين ومن ذلك طبعاً ما جاء في حديث زيد بن أرمم الذي رواه النسائي أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال (من لم يأخذ من شاربه فليس منا) فليس معنى أي ليس من المسلمين لا وإنما ليس من المسلمين الذين يفعلون الأوامر وينهون عن النواهي ومن ذلك الأخذ من الشارب وهذا يفيد أن الأخذ من الشارب واجب فإذا لم يأخذ الإنسان من شاربه فهذا يكون عنده نقص في اتباعه للرسول صلى الله عليه وسلم ففي قوله عليه الصلاة والسلام لا صلاة فهذا إما أن يحمل على بطلانه الصلاة وإما أن يكون على نقصان الكمال الواجب فيها فأما بطلان الصلاة إذا كان هذا الطعام ومدافعه الأجثان جعلته لا يطمئن في صلاته باطلة كما في حديث المسيء في صلاته وأما إذا اطمئن في الصلاة ولكن ذهب عنه الخشوع وانشغل بالطعام أو انشغل بمرافعته الأجثان فهنا ينقص أجره وكن صلاته تكون صحيحة فيحمل قوله صلى الله عليه وسلم (لا صلاة) يعني كاملة الكمال الواجب فيحمل على هذين الأمرين نعم ومن أهم الأشياء التي بإذن الله الإنسان إذا يفعله يعينه بإذن الله على الخشوع هو أن الإنسان يتدبر ما يقوله هو أو يسمع من الإمام وفي الحقيقة هو أن هذا الأمر من أهم الأمور التي يأذن الله للإنسان يساعده على هذا الخشوع في صلاته وهو أن الغالب علينا لا نتدبر تجد الواحد هنا يقرأ في الصلاة ولا يتدبرها يقرأ أو يقول الأذكار في الركوع والسجود مثلاً ولا يتدبر أيضاً ما يقول أو تجده أيضاً يسمع قراءة الإمام ولا يتدبر أيضاً ما يقول الإمام تجد أن الإمام يقرأ آيات فيها ذكر الجنة والنار وقبل ذلك ذكر عظمة الله سبحانه وتعالى وذكر أسمائه وصفاته جل وعلا وتجده أنه ما ينتبه لها فأكيد إذا كان ما ينتبه لن يخشع في صلاته ومهما كان الكلام إذا أصغيت له سمعك وأرعيت له بالك راح تتفاعل معه وتفهمه وتتدبره فما بالك بكلام الله جل وعلا أو كلام رسوله عليه الصلاة والسلام وذلك من خلال الأذكار التي علمنا أن نقولها في الصلاة فهذا الأمر هو في الحقيقة من أهم الأمور فإذا الإنسان أنتبه وتدبر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير