تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رسالة ((للمتعصبين لأقوال من يعظِّمون))

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[03 - 01 - 04, 08:50 ص]ـ

قال ابن رجب رحمه الله تعالى:

_ ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين وكثر تفرقهم كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم وكل منهم يظهر أنه يبغض لله وقد يكون في نفس الأمر معذورا وقد لا يكون معذورا بل يكون متبعا لهواه مقصرا في البحث عن معرفة ما يبغض عليه

_ فإن كثيرا من البغض كذلك إنما يقع لمخالفة متبوع يظن أنه لا يقول إلا الحق وهذا الظن خطأ قطعا وإن أريد أنه لا يقول إلا الحق فيما خولف فيه فهذا الظن قد يخطئ ويصيب

_ وقد يكون الحامل على الميل مجرد الهوى أو الإلف أو العادة، وكل هذا يقدح في أن يكون هذا البغض لله

_ فالواجب على المؤمن أن ينصح لنفسه ويتحرز في هذا غاية التحرز وما أشكل منه فلا يدخل نفسه فيه خشية أن يقع فيما نهى عنه من البغض المحرم

_ ** _ وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له وهو

أن كثيرا من أئمة الدين قد يقول قولا مرجوحا ويكون مجتهدا فيه مأجورا على اجتهاده فيه، موضوعا عنه خطؤه فيه، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة، لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله، بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ولا انتصر له ولا والى من يوافقه ولا عادى من خالفه، ولا هو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه، وليس كذلك، فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده، وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته وأنه لا ينسب إلى الخطأ

وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق فافهم هذا فإنه مهم عظيم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. ا. هـ

جامع العلوم والحكم

أثناء شرحه للحديث الخامس والثلاثين حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلَّم [لا تحاسدوا، ولا تناجشوا ... ] رواه مسلم

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[03 - 01 - 04, 08:59 ص]ـ

جزاك الله خيرا وبارك فيك

وهذه فائدة عن الإمام ابن تيمية رحمه الله

قال في منهاج السنة (4/ 543 - 544)

ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم والدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة أهل البيت وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن ونوع من الهوى الخفي فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي اتباعه فيه وإن كان من أولياء الله المتقين

ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين:

1) طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه

2) وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحا في ولايته وتقواه بل في بره وكونه من أهل الجنة بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان

وكلا هذين الطرفين فاسد

والخوارج والروافض وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا

ومن سلك طريق الاعتدال عظم من يستحق التعظيم وأحبه ووالاه وأعطى الحق حقه فيعظم الحق ويرحم الخلق

ويعلم أن الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات فيحمد ويذم ويثاب ويعاقب ويحب من وجه ويبغض من وجه

هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافا للخوارج والمعتزلة ومن وافقهم وقد بسط هذا في موضعه) انتهى.

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12137

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 03 - 07, 08:15 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه وصيَّة نافعة من الإمام ابن تيميَّة رحمه الله في الكلام على تفاضل العلماء وغيرهم

وسبب نقلي لها أن كثيرا من المبتدئين في طلب العلم أو العوام الذين يحبُّون بعض المشايخ وطلبة العلم يرفعونهم فوق منزلتهم ويغمطون من هم أكثر منهم علما وأولى بالتَّقديم والاتِّباع ولا أود الإطالة لأنَّ كلام الإمام رحمه الله يغني عن كلماتي وتحليلاتي، وهذا ليس خاصّا بمن يفضَّل أحدا على أحد في علم بعينه بل هو شامل لكل العلوم، فرحم الله ابن تيمية ووفقنا لفهم هذه الوصيَّة وامتثال ما جاء فيها.

قال رحمه الله في الجواب الصَّحيح على من بدَّل دين المسيح (5/ 131)

يمتنع مع العلم والعدل في كل اثنين أحدهما أكمل من الآخر في فن أنْ يُقَرَّ بِمَعْرِفَةِ ذلكَ الفَنِّ للمفضولِ دون الفاضلِ وقولنا مع العلمِ والعدلِ لأنَّ الظالمَ يفضلُ المفضولَ مع علمهِ بأنه مفضولٌ، والجاهلُ قد يعرفُ المفضولَ ولا يعرفُ الفاضلَ

فإن كثيرا من الناس يعلمون فضيلة متبوعهم إما في العلم أو العبادة ولا يعرفون أخبار غيره حتى يوجد أقوام يعظمون بعض الأتباع دون متبوعه الذي هو أفضل منه عند التابع وغيره لا يعرفونه فهؤلاء ليس عندهم علم ولهذا تجد كثيرا من هؤلاء يرجح المفضول لعدم علمه بأخبار الفاضل وهذا موجود في جميع الأصناف حتى في المدائن يفضل الإنسان مدينة يعرفها على مدينة هي أكمل منها لكونه لا يعرفها والحكم بين الشيئين بالتماثلِ أو التفاضلِ يستدعي معرفة كل منهما ومعرفة ما اتَّصَفَ به من الصِّفاتِ التي يقعُ بها التماثلُ والتفاضلُ كمن يريد أن يعرف أن البخاري أعلم من مسلم وكتابه أصح أو أن سيبويه أعلم من الأخفش ونحو ذلك

وقد فضل الله بعض النبيين على بعض كما قال تعالى ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض

وقال تعالى {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض}

والكلام في شيئين:

أحدهما في كون المفضول يستحق تلك المنزلة دون الفاضل وهذا غاية الجهل والظلم كقول الرافضة الذين يقولون إن عليا كان إماما عالما عادلا والثلاثة لم يكونوا كذلك

وكذلك اليهود والنصارى الذين يقولون إن موسى كان رسولا ومحمد لم يكن كذلك فإن هذا في غاية الجهل والظلم بخلاف من اعترف باستحقاق الاثنين للمنزلة ولكن فضل المفضول فهذا أقل جهلا وظلما ...

وهو ضمن كلام نافع جدا من (5/ 117 _ 145)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير