تتبّع الدارقطني لأحاديث الصحيحين زاد في إثبات صحتها (الشيخ المليباري)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[14 - 07 - 02, 07:47 ص]ـ
قال الشيخ حمزة المليباري (وفقه الله):
وعندما نلفي الإمام الدارقطني يؤيد أحياناً صنيع الشيخين في التصحيح أو التعليل أثناء التتبع، أو نلفي الإمام أبا مسعود الدمشقي يصرح في بعض المواضع من التتبع أنّ الإمام مسلماً إنّما أراد تبيين الخلاف لا أنه يثبت الحديث، يمكننا أن نقول:
أن هؤلاء الأئمة لم يقصدوا بتتبعهم لأحاديث الشيخين توجيه الطعن نحوهما لسبب إخلالهما بشروط الصحيح وعدم التزامهما بها، وإنما أرادوا أن يبرزوا الفوائد النقدية التي تكمن في صنيعهما والتي تحتاج الى توضيحها، كما أرادوا أن يؤكدوا أن الكتابين من أصحّ ما صنفه البشر على الأطلاق، حيث أنهم لم يتحصلوا من خلال تتبعهم على جانب الإخلال إلا في عدد قليل جداً من جملة الأحاديث التي تربو سبعة آلاف حديث، وهو أمر طبيعي جداً، لا غرابة فيه.
ونستخلص من هذه اللفتة الاستدراكية أن النتائج التي أسفر عنها تتبع الأئمة لأحاديث الشيخين هي: الفوائد النقدية والمسائل الأسنادية التي يضمها الصحيحان لا أنهما قد أخلا بشروطهما في أحاديثهما، ومن هنا نجد شرّاح الصحيحين مما تولى الأجابة على الدار قطني في انتقاداتها يقولون هذا الأنتقاد لا يضر في أصل الحديث، وإنما ذكر ه الشيخين ويسع فيها ما لا يسع في الأصول، أو لم يذكره الشيخان إلا لبيان الأختلاف. وليس بخاف على أحد أن الأمام الدار قطني على علم تام بأن الشيخين لم يذكرا معظم الأحاديث المعللة على سبيل الأحتجاج. اهـ.
عبقريّة الإمام مسلم (49).
استوقفتني هذه النظرة فرأيت طرحها من أجل تفاعل الإخوة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 07 - 02, 07:56 ص]ـ
هذا صحيح، وقد رأيته بوضوح أثناء تلخيصي لتتبعات الدارقطني على البخاري ومسلم. فليس كل إسناد تجده في الصحيحين هو صحيح بذاته، بل كثيراً يشيرون إلى الخلاف الوارد على الإسناد أو يخرجون شواهداً للحديث.
وهذا تراه أكثر عند مسلم. بل قد يكون المتن الذي في الشاهد مخالف لما في الباب (وهي الرواية ذات الإسناد الأصح). ولا يقال أن مسلماً قد صححها. فإما تكون الرواية التي في أصل الباب صحيحة، وإما المخالفة لها في الشاهد.
والأحاديث التي في الصحيحين والتي ثبت أنها ضعيفة، هي أحاديث قليلة جداً. ولا أعلم حديثاً ضعيفاً اتفق عليه الشيخان.
وهناك ملاحظة مهمة: أن الدارقطني -للأسف- لم يستوعب كل الأحاديث المنتقدة على البخاري ومسلم.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[05 - 11 - 02, 07:09 ص]ـ
وفق الله الشيخ (الغائب) محمّد الأمين لكلّ خير.
ما قول الإخوة: هل صنيع الدارقطني كان انتقاداً للشيخين أم بياناً لعلو درجة صحيحيهما؟
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[25 - 02 - 04, 05:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وللشيخ حمزة المليباري كلام كثير في كتبه عن الدفاع عن الصحيحين وأحاديثها، فنسال الله أن يبارك فيه ويحفظه.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[26 - 02 - 04, 03:52 ص]ـ
سؤال للشيخ محمد الأمين:
هل مازلت ترى رأيك الذي ذكرته آنفا؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 02 - 04, 04:59 ص]ـ
نعم أخي الفاضل،
1 - وهذا في الغالب طبعاً، وإلا فهناك بضعة أحاديث انتقدها الدارقطني وهو في الأصول.
2 - أيضاً مر علي حديث اتفق الشيخان على إخراجه من رواية ابن أخي الزهري عن الزهري. وفي صحته خلاف. ومع ذلك أتوقف فيه ولا أجزم بضعفه. والله أعلم.
3 - عند المقارنة بين البخاري ومسلم يجب الانتباه إلى أن البخاري أفقه بكثير من مسلم. فتجد مسلم يخرج أحاديث لا يصححها الفقهاء. فالإمام البخاري فقيه مجتهد في رتبة الشافعي وأحمد. بينما مسلم ليس من الفقهاء. بل سائر أصحاب كتب الحديث (مثل البخاري وأحمد ومالك والترمذي والنسائي وأبي داود) أفقه منه.