تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

للرفع حتى ننظر في أنفسنا هل نحن متعصبون لأقوال من نعظم وهل هناك في نفوسنا من هو أعظم من السنة والدين

ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[15 - 10 - 08, 01:12 ص]ـ

قال أحد المشايخ: [ربيع المدخلي]

مفاسد التعصب

نصوص كثيرة ردت وهي في غاية الوضوح ... من أجل ماذا؟ وما الذي حملهم على ردها أو تأويلها أو تحريفها؟ إنما هو ذلكم الداء المقيت داء التعصب والعصبية العمياء، والعياذ بالله وقد ذكر بعض العلماء ومنهم ابن القيم المفاسد التي تردى فيها المتعصبون للمذاهب فقال منها:

أولا: مخالفة النصوص الثابتة من الكتاب والسنة تعصبا للمذاهب، وتقديم الرأي المحض أحيانا عليها.

ثانيا: كثرة الأحاديث الضعيفة والموضوعة والاحتجاج بها واستنباط الأحكام منها، حملهم التعصب وبعضهم يكذب ويفتري نصرة لمذهبه، وكتب مصطلح الحديث فيها أمثلة من هذه النماذج لهؤلاء المتعصبين.

ثالثا: تقديم أقوال العلماء المتأخرين على أقوال الأئمة المتقدمين، وقد أنحى أبو شامة في كتابه المؤمل باللائمة على أهل مذهبه الشافعية، قال: إن الشافعية الأولين كانوا يتعصبون لأقوال أئمتهم لكن يأخذون من قول المزني وقول غيره وقد يردون أقوال بعض الصحابة وبعض التابعين ثم جاء المتأخرون فردوا كلام المزني وغيره وتعلقوا بكلام الغزالي وأمثاله وأنحى عليهم باللائمة في الكتاب وبين ما تردت إليه أوضاعهم وأحوالهم التي جرهم إليها التعصب الأعمى، والعياذ بالله.

رابعا: الانحباس في مذهب واحد وعدم الاستفادة من علم المذاهب الأخرى وجهود رجالها وكتبها تعصبا لمذهب معين.

خامسا: خلو كثير من الكتب المذهبية من الأدلة الشرعية، ورغبة كثير عن دراسة الكتاب والسنة الى هذه الكتب.

سادسا: شيوع التقليد والجمود وإقفال باب الاجتهاد.

وقد اختلفت دعوى إقفال باب الاجتهاد متى كان هذا الإقفال؟

فمنهم من يقول على رأس المائتين أغلق باب الاجتهاد، ومنهم من يقول على رأس الأربعمائة، ومنهم من يقول أغلق باب الاجتهاد على أحمد بن حنبل، إلى آخر الأقوال القائمة على الجهل والهوى والتي دفع إليها التعصب الأعمى، وإلا فكتاب الله هذا الكتاب الخالد كيف يقصر فهمه على أناس معينين وتقصر فائدته إلى أمد قصير؟ ثم تعطل العقول ويضرب الله عليها الأقفال حتى لا يفهم الناس شيئا من دين الله تبارك وتعالى.

هذه دعوى إغلاق باب الاجتهاد مآلها أن حطم العقل الإسلامي ووقف سير المد الإسلامي في الفتوحات وفي العلوم الإسلامية نفسها وجنى على الأمة الإسلامية جناية خطيرة مما جعلها في مؤخرة الأمم.

إن أعداء الإسلام قد سخروا هذا الطاقات العقلية في مصالحهم فاخترعوا من المخترعات ما تعرفونه وما هو موجود الآن بين أيدينا، فمنها السيارات ومنها الصواريخ ومنها آلات الزراعة وآلات الصناعة وآلات الحرب وأشياء لا حد لها، كيف يمنح الله أعداء الإسلام من يهود ونصارى وشيوعيين هذه العقول الجبارة فتخترع هذه الاختراعات المذهلة ثم يغلق الله على قلوبنا ويجعل عليها أقفالاً فلا نفهم كتاب الله ولا نفهم سنة رسول الله ولا نفهم شيئاً من أمور الحياة؟.

إنها لجناية كبيرة على الأمة الإسلامية سببت من الآثار الخطيرة المدمرة في حياة المسلمين ما يعيشونه الآن من تخلف فكري وعقلي في ميادين الدين والدنيا، نسأل الله تبارك وتعالى أن ينجد المسلمين، وأن يغيثهم من هذه الكبوة وهذه الهوة التي وقعوا فيها، وأن يهيئ لهم دعاة مخلصين لينقذوهم من هذا البلاء المدمر الذي ما هو إلا ثمرة من ثمار التعصب الأعمى والجمود أدى بهم إلى أشياء مضحكة كأن يتمسك الإنسان بجملة من النص ويحتج بها ويكون في الحديث جملة أخرى تدل على شيء يخالف مذهبه فيأخذ بما يوافق مذهبه من هذا النص المعين ويرد من هذا النص ما يخالف مذهبه.

سابعا: التشدد في بعض المسائل مما فيه عنت كبير على الناس ومما يجر عليهم وسوسة وما شابه ... تجدون ذلك في النية مثلاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير