بواو العطف بدل " أو " وقد قال الله سبحانه: ? ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون وادياً إلا كتب لهم ليجز يهم الله أحسن ما كانوا يعملون ?
التوبة (120 - 121)
والحج والعمرةمن سبيل الله تعالى، والله أعلم.
باب في فضيلة إطعام الطعام وطيب الكلام وحسن الخلق في الحج
8 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ?:
“ الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، قال: قيل: ومابِرُّه، قال:
إطعام الطعام وطيب الكلام ”
رواه أحمد (3/ 325، 334) والطيالسي (1817) والخرائطي في المكارم (150) والحاكم (1/ 483) وقوام السنة في الترغيب (1074)
من طرق عن محمد بن المنكَدِر عن جابر0
وصححه الحاكم، وقال: له شواهد كثيرة، وأقره الذهبي.
وله طريق أخرى: عند الطبراني في الأوسط (8405)
من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا بشر بن المنذر ثنا محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن جابر 0
قال الطبراني: “لم يروه عن عمرو إلا محمد بن مسلم، ولا عنه إلا بشر، تفرد به إبراهيم بن سعيد “ ا0هـ.
قال المنذري في الترغيب (2/ 107) والهيثمي في المجمع (3/ 207): “إسناده حسن ” ا0هـ
قلت: والحديث صحيح بطرقه، وا لله أعلم0
باب في أن الحج يهدم ما قبله من الكبائر والصغائر
9 - عن عمرو بن العاص رضي الله عنه - في قصة إسلامه - قال: قال رسول الله ?:
“الإسلام يَهْدِمُ ما قبله، والتوبة تهدم ما قبلها، والحج يهدم ما قبله”
رواه مسلم (121) وابن خزيمة (2515)
(فائدة) الإسلام والتوبة يكفران جميع الذنوب من كبائر وصغائر حتى الشرك، بالإجماع، فلما قرن رسول ا لله ? بين الحج وبين الإسلام والتوبة أشعر أن الحج مثلهما في تكفير الكبائر والصغائر، مع ما ورد عنه ? من أن الحاج إذا بَرّ في حجه عاد من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ففيه تأكيد على تكفير الحجِّ جميعَ الذنوب صغارها وكبارها، لا سيما وقد ورد من طرق عن جماعة من الصحابة أن الله تعالى قد ضمن عن الحجاج التبعات، نسأل ا لله أن يعفو عنا، وأن يغفر لنا ذنوبنا وأن يكفر عنا سيئاتنا وأن يتوفنا مع الأبرار، إنه هو الغفور البر الرحيم0 (1)
باب فضل المتابعة بين الحج والعمرة
تقدم في الباب قبله حديث أبي هريرة في الصحيحين (رقم4)
10 - و عن ابن مسعود رضي ا لله عنه قال: قال رسول ا لله ?:
“تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كماينفى الكير خبث الحديدوالذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة”0
رواه أحمد (1/ 387) والترمذي (810) والنسائي (5/ 115) وابن
خزيمة (4/ 130) وابن حبان (ص241موارد) والطبري في تفسيره (4/ 3956)
من طريق أبي خالد الأحمر -سليمان بن حيان-عن عمرو ابن قيس عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل -شقيق بن سلمة-عن ابن مسعود 0
قال الترمذي: “حديث حسن صحيح غريب ” ا0هـ 0
قلت:وسنده حسن، والله أعلم0
11 - وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ?:
“تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد”
رواه النسائي (5/ 115)
وفي سنده أبو عتاب سهل بن حماد، صدوق من رجال مسلم وباقي رجاله ثقات0
(تقريب 1/ 335 ميزان 2/ 237 تاريخ عثمان الدارمي ص 126) وصححه الضياء في المختارة (67/ 99/2)
وله طرق أخرى عند الطبراني في الأوسط (1658 بحران) والكبير (11196، 11428) وابن عدي في الكامل (4/ 1320) بلفظ: “ أديموا الحج والعمرة000”
والحديث حسن صحيح، وا لله أعلم0
(وفي الباب)
1) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
أخرجه أحمد (1/ 25) وابن ماجه (2887) والطبراني في الأوسط (5529) وفيه عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، قال ابن حجر: “ضعيف ” ا0هـ تقريب (1/ 384)
قلت: ورواه عاصم أيضا عن عبد ا لله بن عامر بن ربيعة عن أبيه مرفوعاً بزيادة في متنه، أخرجه أحمد (3/ 446، 447) وغيره، وهذا يدل على اضطراب عاصم في سند هذا الحديث، وانظر شعب الإيمان للبيهقي (3/ 473).
2) وعن جابر بن عبد ا لله رضي ا لله عنهما:
أخرجه البزار (112أستار) والطبراني في الأوسط (4977) من طريقين عنه، وسنده حسن بمجموعهما، والله أعلم0
وانظر مجمع الزوائد للهيثمي (3/ 277) 0
3) وعن ابن عمر رضي الله عنهما: عند الحارث بن أبي أسامة في مسنده (365زوائده) وتمام في فوائده (1/رقم31) وابن الأعرابي فى معجمه، وابن عساكر في تاريخه، وأسانيده ضعيفة جداً.
باب استجابة دعاء الحجاج والعمار وفضل رعايتهم والترهيب من التعرض لهم بسوء لأنهم وفد الله تعالى
12 - عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ? قال:
“الغازي في سبيل الله تعالى، والحاج، والمعتمر، وفد الله تعالى، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم ”
رواه ابن ماجه (2893) وابن حبان فىصحيحه (ص 240موارد)
من طريق عمران بن عيينة عن عطاء بن السائب عن مجاهدعن ابن عمر به.
وفيه ضعف، لكن له شواهد يرتقى بها إلى الحسن0
13 - و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?:
“ الحجاج والعُمّار: وفد الله تعالى، إن دعوه أجابهم وإن
استغفروه غفر لهم ”
رواه النسائي (5/ 113) وابن خزيمة (4/ 130) وابن حبان (ص 240 موارد)
وفيه مخرمة بن بكير عن أبيه، ومخرمة صدوق لكن حديثه عن أبيه وجادة من كتابه قاله أحمد والجمهور، وقال على بن المديني: سمع منه قليلا 0 قلت: وسنده حسن0
وله طريق أخرى عند ابن ماجه (2892) وسندها ضعيف0
(وفي الباب)
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: عند البزار في مسنده (1153 أستار) 0
وقال الهيثمي (3/ 211 مجمع) “رجاله ثقات “ ا0 هـ 0 وبالجملة فالحديث حسن بشواهده،والله أعلم0