[حمل كتاب (نظرات جديدة في علوم الحديث لحمزة المليباري]
ـ[السيف المجلى]ــــــــ[14 - 07 - 02, 04:38 م]ـ
لاشك أن القارىء لكتب الشيخ حمزة المليباري حفظه الله يجد تمسكه فيها بالمنهج العلمي الدقيق والنقاش الهادىء المثمر
ويلحظ فيها دعوته إلى العودة إلى منهج أئمة النقد في علم الحديث والسير على سننهم في ذلك
وهذا أمر في غاية الإهمية والفائدة
فينبغي للمشتغلين بعلم الحديث العناية بكتب الشيخ حفظه الله والإفادة منها
ومن باب تقريب علم الشيخ قمنا بكتابة عدد من كتبه ووضعها في مكتبة الملتقى (لعلها تفتتح قريبا) ولعلنا نكتب كل كتب الشيخ بإذن الله
وهذا كتاب (نظرات جديدة في علم الحديث) وهو كتاب فريد في بابه
فمن باب الفائدة ننشره الآن ليستفيد منه طلبة العلم
ونسأل الله أن يجزي مؤلف الكتاب خير الجزاء
ـ[السيف المجلى]ــــــــ[14 - 07 - 02, 04:41 م]ـ
وهذه المقدمة للكتاب
دراسة نقدية ومقارنة بين الجانب
التطبيقي لدى المتقدمين والجانب النظري عند المتأخرين
بقلم
د / حمزه عبد الله المليباري
أستاذ في الحديث بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية
قسطنطينية ـ الجزائر
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وأمينه على وحيه، وخاتم رسله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة، وتركنا ـ والله ـ في محجة بيضاء ليلها كنهارها.
اللهم صل على محمد وعلى آله كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت عل إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد.
رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
قال الله تعالى (يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً) (الأحزاب: 70ـ71).
وقال الله تعالى (يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) (التوبة:119).
نحاول ـ بفضل الله تعالى ـ من خلال هذا البحث الذي يحمل عنوان: ((نظرات جديدة في علوم الحديث)) إفادة إخواني وأخواتي طلاب وطالبات قسم الكتاب والسنة بما يساعدهم على تأسيس منهج علمي سديد في علوم الحديث، حيث أصبح الكثير منهم يبحثون عنه بشغف بالغ، وذلك لما آل إليه هذا العلم الشريف من سطحية مخلة ـ على الرغم من تضافر الجهود في سبيل خدمته منذ قرون عديدة ـ حين أضحى لدى الكثيرين عبارة عن مجموعة من المصطلحات، والتعاريف، وتحليل آراء العلماء فيها، سواء كانوا من أهل هذا الفن أو من غيره، ونقصد بذلك علماء الأصول، وعلماء الفقه، فأنجبت تلك المصطلحات والتعاريف مفاهيم مزدوجة، ومناهج مختلطة، حتى إن التعابير الفنية لنقاد الحديث ـ سواء كانت في تعليل الأحاديث وتصحيحها أو في مجال الجرح والتعديل ـ والتي كانت وليدة واقعهم الحديثي أي مرتبطة بقرائن ودلائل خاصة بها، صارت غير مفهومة، وأن القواعد والمسائل التي تكمن وراءها أصبحت مغمورة، وذلك لتضييق مراميها ومعانيها بوضع تعاريفها الجامدة التي لا تقبل الزيادة ولا النقصان.
نقول: إن هذا الوضع يفرض علينا إعادة النظر في مضامين كتب المصطلح وتجديدها وتطويرها حتى تبرز الواقع العلمي لمنهج النقاد، ومن بين هؤلاء الجهابذة الناقد الفذ الإمام البخاري، والإمام مسلم، ومنهجهما في معرفة صحيح الأحاديث وسقيمها.
ولا يمكن لنا الخوض في موضوع البحث بمنعزل عن النظر في كتب المصطلحات، ولهذا خصصنا القسم الأول من البحث لتحليل مضامينها ومقارنتها بمسلك النقاد في التصحيح والتعليل. ولئن أفضنا فيها بعض الشئ فذلك حرصاً منا على إبراز أن الوجه الحقيقي لعلوم الحديث عند المتقدمين لم يكن من الوضوح في كتب المصطلح بحيث نلمس منا ما يغايره من المسائل والمصطلحاتت، ولذلك دارت المحاور على الأمور التالية تحت عنوان: ((الحقائق العلمية)).
1 - المعنيون بالمتقدمين والمتأخرين، والحد الفاصل بينهم.
2 - تباين المناهج بينهم.
3 - أمثلة على ذلك من المصطلحات.
4 - أمثلة على ذلك من المسائل.
5 - علوم الحديث في عصرنا والمفاهيم الخاطئة حولها.
ثم أفردنا القسم الثاني لإبراز المعالم الحقيقية لعلوم الحديث عند المتقدمين، أكدنا من خلاله وفي ضوء الآثار العلمية التي ظهرت في عصرهم على أن الجانب الفقهي والجانب النقدي هما في الحقيقية موضوعاً علوم الحديث أساساً. وغرضنا في ذلك أن يقتنع القارئ المنصف بأن التهم الموجهة لهؤلاء النقاد من قلة الفقه وقصور النظر في المتون باطلة، ومن صوب آخر أوضحنا طريقتهم في نقد الأحاديث. ومن هنا كانت المباحث التالية:
1 - محتويات علوم الحديث عند النقاد.
أ) أولاً: الجانب الفقهي.
ب) ثانياً: الجانب النقدي.
2 - النقد الداخلي والخارجي ومجالهما.
3 - مدى فعالية محاكمة الأحاديث إلى القرآن والعقل.
4 - منهج التصحيح والتعليل عند المتقدمين.
والجدير بالذكر أن أصل هذا البحث كان مقدماً للمؤتمر الدولي حول حياة الإمام البخاري، الذي انعقد في يومي 23ـ24، من شهر أكتوبر، عام 1993م، تحت عنوان: ((علوم الحديث في عصر الإمام البخاري)).
وإذ نحتسب هذا الجهد المتواضع عند الله، نسأله تعالى أن يتقبله منا ومن كل من ساعدنا فيه حتى يخرج على صو رته الحالية، بقبول حسن والحمد لله رب العالمين.
¥