تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مع أغلى كتاب]

ـ[د. محمد ناجي مشرح]ــــــــ[07 - 01 - 04, 07:16 م]ـ

المشهد السادس الخروج من الجب:

هذا المشهد يتصمن إخراج يوسف عليه السلام من الجب والسير فيه بعيدا عن أبويه وعن بلده.

وقدتخلل المشهدين فجوة أو قنطرة وهي كم كان مكث يوسف عليه السلام في الجب؟ هل كان مكثه -كما قاله بعض المفسرين-ثلاثة أيام أم أقل أم أكثر ويبرز المشهد سيارة () من الناس وهم يسيرون باتجاه الجب فيرسلون أحدهم ليأتي لهم بماء من الجب. فيدلي دلوه، فلما رفعه إليه إذا يوسف عليه السلام متعلق بالدلو، والنظارة يعرفون أن الذي رفعه هو يوسف عليه السلام؛ بينما صاحب الدلو لايعرف ذلك -فقط - فوجيء بغلام فصرخ لأصحابه يابشرى هذا غلام، أوأنه قال ذلك لنفسه من شدة الفرح المفاجئ، أوأنه نادىأحد رفقائه كان معه قريبا من الجب إسمه بشرى.

دلالات الإسرار المذكور في الآية الكريمة: الأولى أن الساقي ورفيقه قد أخفياه على رفقائهما أنهما رأياه في الجب؛ بل قالا لهم أنهما اشترياه. والثانية أن أخوته كانوا يداومون قريبا من الجب لمدة ثلاثة أيام؛فلما رأوا السيارة باعوه لهم وقالوا لهم إنه عبد لهم وأخفوا أنه أخوهم ولم يبن يوسف بالحقيقة خوفا على نفسه من أن يقتلوه ..

والثالثة أن الذي أسروه: السيارة ليبتاعه الناس في مصر وأخفيا أنه حر ولم يبد ذلك يوسف خوفا من أن يناله مكروه من السيارة (1) والذيِ يترجح أن السيارة هم الذين أخفوه بعد أن أخبرهم بخبره عليه السلام فكأنهم هددوه بأن لايخبر بالحقيقة قال تعالى واصفا هذا المشهد {وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون (19} () وينتهي هذا المشهد وقد رسم في أذهان المشاهدين عددامن الركائز والأفياء التربوية والتي من أهمها:

أن النفوس متدثرة بالطمع ومنجذبة إلى شهوة المال أو الجاه أو السلطة .. وإذا لم يكن شعور المراقبة عندها قويا أقوى من الطمع فإنها لاتبالي مافعلت في سبيل تلبية تلك الشهوة ولوأدى ذلك إلى الاعتداء على الآخرين وظلمهم فهؤلاء يبيعون يوسف عليه السلام وهم يعلمون أنه حر بل لاأشك في أنهم قد أخبروا من قبل يوسف من هو؟ ومن أبوه؟ فإذا لم تكن درجة المراقبة في النفوس قوية أقوى من الشهوات العارمة فإنها تهلك بلعاعة من المال أو منصب من المناصب التافهة التي لاتسمن ولا تغني.

ومنها أن النظرة السطحية إلى ألأمور واتخاذ القرارت على هذا الأساس مهلكة؛ وعلى هذا فإنه لابد من نظرة بعيدة إلى الأمور وتدبر واعي لما يقال ويعمل فإن كان خيرا في العاجل والآجل أمضي وإلا فإن الإحجام هو السلامة من المتاهات التي تنتج عنه.

ومنها أن ارتكاب أخف الضررين قاعدة شرعية فإن كان يوسف عليه السلام قد أخفى حريته تجنبا لما قد يحدث من تعريض نفسه للقتل من استخدام الأسباب التي أمر المؤمن أن يستخدمها وتجرع العبودية ولو فترة من الزمن أولى من القتل

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير