أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1

[مع أعظم إنسان]

ـ[د. محمد ناجي مشرح]ــــــــ[08 - 01 - 04, 07:29 م]ـ

[ز- خلوص الشهادة شرط في نيل الشفاعة]

19 - عن أبي هريرة أنه قال قيل يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه. البخاري "99"

هذا الحديث يبين فضل لا إله إلا الله وأثر ذلك على الشفاعة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لقائلها خالصاً مخلصاً من قلبه والشفاعة أنواع مفصلة في كتب التوحيد والإيمان ... منها شفاعته صلى الله عليه وسلم للعصاة من أمته الذين في قلوبهم حبة خردل من إيمان بعد أن يحلوا في النار سكانا مددا طوالا نسأل الله تعالى العفو والعافية.

الدرس النفسي التربوي والدعوي والإعلامي

إن المكث في النار ليس وقعه يسيرا في نفس المتدبر ومن كان له قلب حي أو ألقى السمع وهو شهيد إن تركيز القرآن والسنة على ذكر الجنة والنار وأحوال الآخرة كثيرا يهدف إلى التأثير الإيجابي في النفوس فتسلك طريق الهداية.

كما أن التذكير برحمة الله تعالى ورحمة نبيه صلى الله عليه وسلم للخلق يعود على النفوس بالامتنان والاعتراف وبالتالي الانطلاق في بحبوحة الصراط المستقيم والبعد عن العصيان وهذا هو هدف التربية والتزكية ... إن علماء النفس بفروعه المختلفة والدعاة إلى الله والمهتمين بالإعلام مدعوون إلى استخلاص المؤثرات النفسية من منهج الله تعالى المتمثل بكتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة رضي الله عنهم فإن في ذلك ثروة لا تنتهي في هذا المجال أو في غيره ... ولا يحسب أحد أن قولي هذا مبالغ فيه نتج عن عاطفة ولكنه قول نتج عن بحث ونظر.