["دعاة من الدرجة الثالثة" للشيخ علي العمري]
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[09 - 01 - 04, 06:32 ص]ـ
منقول
http://islameiat.com/doc/article.php?sid=490
دعاة من الدرجة الثالثة
الشيخ علي العمري
الدعاة إلى الله هم صفوة الخلق، وسادة البشر، وخيرة الناس، يرشدون وينصحون، ويصلحون ويعمرون. يبذلون الغالي والرخيص، وينفقون زهرة حياتهم خدمة لأمتهم وأوطانهم، فيكفيهم شرفاً ثناء الحق جل جلاله عليهم: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
ومع ذلك فهم بشر كغيرهم، يصيبون ويخطئون، ويقومون ويسددون، ويعتريهم النقص والخلل، وتمر بهم لحظات ضعف وغفلة. وحتى لا ترسخ هذه العبارة الجميلة "داعية" في أذهان من يتعاملون معهم فيلحظون الخلل تلو الخلل، لذا كان لزاماً على أفراد الدعوة إلى الله أن يُذَكّر بعضهم الآخر، بالأمانة والمسئولية التي على عنق كل واحد منهم، وأن يحافظوا على هذا الاسم المؤثر"داعية"، وأن يصونوا أنفسهم، ويحترموا إنسانيتهم، ويتعاملوا بالحق مع الخلق.
وحتى لا تتكرر الوقائع، وتتفاقم المأساة عند بعض الدعاة الذين هبطوا من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثالثة أو الرابعة في سلم القبول والتأثير والقدوة بين الناس. ها نحن نذكر بهذه الصور والمشاهد التي تقلل من سمعة الداعية الشريف إلى مستوى هابط قد يشاركه فيه عوام الناس، أو أن يتدلى في بعض الأحيان قليلاً!!.
ومن صفات الداعية الذي هو في ركب الدرجة الثالثة:
1 - عدم الوفاء بالعهد والوعد مع أهله خاصة والناس عامة.
2 - لا يوقظه صباحاً إلا صياح الأطفال في طريقهم للمدارس أو أصوات السيارات في زحمة الشوارع، ولذا هو في زمرة الشيطان الذين بال في آذانهم.
3 - إذا خلى بمحارم الله انتهكها. فالنظرة الأولى عنده تستمر دقيقة، ينظر للمجلة الفاتنة، والبرنامج المصور الفاسد، والمقابلة الهزيلة الرخيصة، ولربما لا يتمعر وجهه إن رأى هذا في بيته أحياناً.
4 - يثني على أعماله وهي ركيكة، ويُفّخم من قدراته وهي ضعيفة.
5 - يتلاسن مع هذا وذاك، في كل كتاب صدر، وكل برنامج ظهر، لا يذكر من الكتاب أو البرنامج إلا الشيء الأغبر!
6 - يدعو للتعاون الدعوي وهو صاحب رأي متصلب، ويرنوا إلى المودة وفي مشاعره وقود على كل من خالفه أو ناقشه!
7 - يطالب ولا يحب أن يُطالب، ويرفع صوته ولا يحب أن يُرفع عليه صوت، يقرر ولا يستشير، ويأمر ولا أمير!.
8 - موقعه في آخر صفوف الصلاة، ومورده الصحف والمجلات والفضائيات. لم يسمع عن النووي إلا من درس العصر، ولا عن الأذكار إلا حصن المسلم المركون في دولاب المكتبة العريضة!.
9 - نبرته "هناك خلل"، "هناك تغيّر"، "هناك قصور"، يكلّف الآخرين ولا يرضى بتكليف أي مسئولية عليه، يقول لنفسه: {إن عليك إلا البلاغ} ولا يقول لها: {إنما أنا بشر مثلكم}.
10 - أفكاره متداخلة، وأعماله متضاربة، كل يوم هو في شأن. يوماً يمانياً وإن شئت معدياً فعدناني.
11 - عمل اليوم يؤجل للغد، وعمل الغد إلا ما بعد الغد.
12 - إما أن يعمل حتى يفتر، مشغول بالليل والنهار، في كل عمل صالح يراه، حتى ينسى نفسه وأهله وحقوق إخوانه!، وإما أن يفتر فلا تعرف له سبيلاً، ولا تجد له مدخلاً.
13 - عقليته على حسب الجو العام، وموجات المد والجزر، إن قرأ كتاباً أدبياً لمست منه الحنان والعطف ولا تلبث أن تزول، فإذا قرأ في أصول الفقة رأيت عقلية المنطق والحوار والإقناع، وإن جال في الفكر رأيت أسلوب المتحدث لكوكب المريخ تقعيداً وتأصيلاً ومناقشة!.
14 - أوراق في السيارة، وأخرى في المكتب، وثالثة في الجيب، ورابعة على الثلاجة!، وإن أردت شيئاً منها فاتصل على الرقم ليرد عليك: لا يمكن الحصول عليه الآن، فضلاً عاود الطلب في مرة أخرى وشكراً.
15 - نقّال للفتاوى دون تمحيص، وكلما سُأل لماذا فعلت كذا أو قلت كذا، قال: سمعت، وقيل، وروي!!.
16 - تصنيف الدعاة عنده كتصنيف "الحبحب من الخربز". من الشكل والتعليق والصحبة، فيأخذ ما كدر ويترك ما صفا.
17 - يعقد الأمور السهلة، ويسهل الأمور الصعبة، ويتمنى كل شيء في لحظة.
18 - يروي لك أخبار غريبة وعجيبة عن الدعاة كأنه حضرها لحظة بلحظة، وماله منها إلا خبر في إنترنت، أو استراق سمع في مجلس!.
¥