[أساس الدين]
ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[12 - 01 - 04, 01:16 م]ـ
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر: ((أساس الدين0
علم الحديث هوالشريعة، لأنه مبين للقرآن وموضح للحلال والحرام، وكاشف سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسير أصحابه0
قد مزجوه بالكذب، وأدخلوا في المنقولات كل فبيح0
فإذا وفق الزاهد والواعظ لم يذكر إلاَّ ما شهدا بصحته0
وإن حرما التوفيق، عمل الزاهد بكل حديث يسمعه لحسن ظنه بالرواة، وقال الواعظ كل شيء يراه الجهلة بالتصحيح، ففسد أحوال الزاهد، وانحرف عن جادة الهدى0 وهو لا يعلم0
وكيف لا وعموم الأحاديث الدالة على الزهد لا تثبت، مثل حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ((أيما امرىء مسلم اشتهى شهوة فرد شهوته وآثر على نفسه غفر له)) 0 وهذا الحديث موضوع، يمنع الإنسان ما أبيح له مما يتقوى به على الطاعة0
ومثل قوله: من وضع ثيابًا حسانًا، وكذلك ما رووا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم له أدمان فقال: ((أدمان في قدح، لا حاجة لي فيه، أكره أن يسألني الله عن فضول الدنيا)) 0
وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكل البطيخ بالرطب))، ومثل هذا إذا تتبع كثير، فقد بنوا على فساد، ففسدت أحوال الواعظ والمواعظ، لأنه يبني كلامه على أشياء فاسدة ومحالات0
ولقد كان جماعة من المتزهدين يعملون على أحاديث ومنقولات لا تصح، فيضيع زمانهم في غير المشروع0
ثم ينكرون على العلماء استعمالهم للمباحات، ويرون أن التجفف هو الدين0
وكذلك الوعاظ يحدثون الناس بما لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه فقد صار المحال عندهم شريعة0
فسبحان من حفظ هذه الشريعة بأخبار أخيار ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين)) 0
صيد الخاطر لابن الجوزي (ص/269 - 270) 0