تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مع أعظم إنسان]

ـ[د. محمد ناجي مشرح]ــــــــ[12 - 01 - 04, 06:47 م]ـ

[ط-فضل الإيمان في كسب الخير على كل حال]

21 - [14523] حدثنا هداب بن خالد الأزدي وشيبان بن فروخ جميعا عن سليمان بن المغيرة واللفظ لشيبان حدثنا سليمان حدثنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.

رواه مسلم "2999" في كتاب الزهد والرقائق

الحديث يدل على أن الإيمان أساس لكل عمل وسلوك بل إنه أساس لأعمال القلوب كالنية الحسنة والنفوس كالرضا والسخط .. وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد علم النفس العلاجي .. فإن الإنسان لا يخلوا من حالتين في طول حياته وعرضها فإما أن ينال خيراً وإما أن يصاب بضده والأساس الإيماني الصادق يجعل المؤمن في كلا الحالين في مأمن وخير. لا يصيبه الغرور وكفران النعمة عند حصوله على ما يسره بل إنه يشكر الله تعالى عليه فيسلم من زوال هذه النعمة .. ولا يصيبه الندم والحزن القاتل الذي يوصله إلى ما لا نحمد عقباه لأنه يؤمن بقضاء الله وقدره ويرجو الثواب من الله، وينظر إلى الحياة الأخرى الدائمة الخالية من المنقصات.

إن الإيمان القوي يقي صاحبه من الآلام والأسقام؛ لا يحزن حين يحزن الناس، ولا يصيبه الغرور والبطر والكبر حين يصاب بها سواه.

إن انتشار الأمراض النفسية في هذا الأيام معلومة، والإيمان هو العلاج من كثير منها ولست مبالغا أن قلت منها كلها.

ومن العلاج الذي يعالج كثيرا من الأمراض هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الغنى والفقر حيث دعا المؤمن أن ينظر فيما يخص الدنيا أن ينظر إلى من هو دونه، ولا ينظر إلى من هو فوقه فإن ذلك أدعى ألا تزدرى نعم الله تعالى.

وهنا أسئلة لا بد منها:

فما هو الرضاء المطلوب من المؤمن حين تداهمه الضراء؟ هل هو الرضا الذي يشعر به حين تصيبه السراء؟ وإذا فما معنى حزن النبي صلى الله عليه وسلم على إبراهيم وبكائه عليه الصلاة والسلام بتدفق الدمع عليه وقوله: إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي الرب.

وما معنى الحديث الذي يذكر من صفات المؤمن أنه لا يحزن حين يحزن الناس؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير