[من روائع شعر الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى]
ـ[مبارك]ــــــــ[13 - 01 - 04, 09:40 م]ـ
قال الإمام الكبير أبو محمد بن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ:
كأنك بالزوار لي قدتبادروا ... وقيل لهم أودى علي بن أحمد
فيا رب محزون هناك وضاحك ... وكم أدمع تُذْرَى وخد مُخَدَّدِ
عفااللّه عني يوم أرحل ظاعناً ... عن الأهل محمولاً إلى بطن مَلْحَدِ
وأترك ما قد كنت مغتبطاً به ... وألقى الذي آنست دهراً مِنْهُ بِمَرْصَدِ
فوا راحتي إن كان زادي مقدماً ... ويا نصبي إن كنت لم أتزود
علق المؤرخ ابن حيان بعد ذكره هذه الأبيات في كتابه " المتين " قائلاً:
" ويا لبدائع هذا الحبر علي بن حزم وغرره، ما أوضحها على كثرة الدافنين لها والطامسين لمحاسنها، ذلك فليس ببدع فيما أضيع منه فأزهد الناس في عالم أهله وقبله أردى العلماء تبريزهم على من يقصر عنهم والحسد داء لا دواء له ".
أنظر: كتاب معجم الأُدباء لياقوت الحموي (3/ 554 ـ555).
أسأل الله جلا وعلا أن يعلي مقام أبي محمد في الآخرة كما أعلى بيانه في الدنيا، وأن يجمعنا في دار كرامته.
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[13 - 01 - 04, 10:26 م]ـ
ومِن روائع شعره: أنّه قال حين أُحرقَت كتبه:
فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي
تضمنه القرطاس بل هو في صدري
يسير معي حيث استقلت ركائبي
وينزل إن أنزل ويدفن في قبري
دعوني من إحراق رقٍ وكاغد
وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري
وإلا فعودوا في المكاتب بدأة
فكم دون ما تبغون لله من ستر
كذاك النصارى يحرقون إذا علت
أكفهم القرآن في مدن الثغر
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[13 - 01 - 04, 10:28 م]ـ
ومن أجملِ قصائده قوله:
مناي من الدنيا علوم أبثها
وأنشرها في كل باد وحاضر
دعاء إلى القرآن والسنن التي
تناسى رجال ذكرها في المحاضر
وألزم أطراف الثغور مجاهدا
إذا هيعة ثارت فأول نافر
لألقى حمامي مقبلا غير مدبر
بسمر العوالي والرقاق البواتر
كفاحا مع الكفار في حومة الوغى
وأكرم موت للتفى قتل كافر
فيا رب لا تجعل حمامي بغيرها
ولا تجعلني من قطين المقابر
ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[14 - 01 - 04, 12:52 ص]ـ
ومن روائع شعره أيضًا:
إنَّما العَقْل أَسَاسٌ ******** فَوْقَه الأخلاق سور
فَحَلِّي الْعَقْلَ بالعلـ ******** ــم وإلاَّ فهو بور
جاهل الأشاءِ أعمى ******** لا يرى حيث يدور
وتمام العلم بالعد ******** ل وإلاَّ فهو زور
وزمام العدل بالجو ******** د وإلاَّ فيجور
ومِلاك الجود بالنَّجْـ ******** ــدة والجبن غرور
عفَّ إنْ كنت غيورًا ******* ما زنى قطّ غيور
وكمال الكلِّ بالتَّقْـ ******* ـــوى وقول الحقِّ نور
ذي أصول الْفَضْلِ عَنْها ******* حَدَثَتْ بَعْدَ البذور
ـ[عدو التقليد]ــــــــ[14 - 01 - 04, 01:10 ص]ـ
بلى و الله أخي الحربي .. إنها لأبيات رائعات ..
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[14 - 01 - 04, 08:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
ومن روائع منثور هذا الإمام الكبير أسوق لكم
قال أبو محمد رحمه الله تعالى في الرسائل
188 رب مخوف كان التحفظ منه سبب وقوعه، ورب سر كانت المبالغة في طيه علة انتشاره، ورب إعراض أبلغ في الاسترابة من إدامة النظر،، وأصل ذلك كله الإفراط الخارج عن حد الاعتدال.
190 الخطأ في الحزم خير من التضييع.
192 من أراد الانصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه، فإنه يلوح له وجه تعسفه.
215 إذا حضرت مجلس علم فلا يكن حضورك إلا حضور مستزيد علما وأجرا لا حضور مستغن بما عندك طالب عثرة تشنعها أو غريبة تشيعها، فهذه أفعال الأرذال الذين لا يفلحون في العالم أبدا؛ فإذا حضرتها على هذه النية فقد حصّلت خيرا على كل حال، فإن لم تحضرها على هذه النية فجلوسك في منزلك أروح لبدنك وأكرم لخلقك وأسلم لدينك ........................................
أحبكم في الله وأسأل الله تعالى أن نكون جميعا في ملتقى أهل الحديث ممن قال فيهم أبو محمد رحمه الله تعالى (فلا يكن حضورك إلا حضور مستزيد علما وأجرا)
أخي عدو التقليد على رِسلك، مرتقى الاجتهاد ليس بهين
أخوكم المحب أبو بكر
ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[14 - 01 - 04, 11:15 ص]ـ
ومن روائع نثره أيضًا:
قال رحمه الله تعالى في كتابه الأخلاق والسير (ص/126 - 127):
((الناس في أخلاقهم على سَبْعِ مراتب:
فطائفة تمدح في الوجه، وتذمّ في المغيب، وهذه صِفَة أهل النِّفاقِ من العَيَّابِينَ، وهذا خلقٌ فاشٍ في الناس، غالبٌ عليهم0
وطائفةٌ تذمّ في المشهد والمغيب، وهذه صفة أهل السَّلاطة والوقاحة من العَيَّابِينَ0
وطائفة تمدح في الوجه والغيب؛ وهذه صفة أهل المَلَقِ والطَّمَعِ0
وطائفةٌ تذمّ في المشهد وتمْدَح في المَغِيبِ؛ وهذه صفة أهلِ السّخْفِ والنَّواكَةِ0 [النّوك: بالضَّم والفتح: الحمق0 كما في القاموس المحيط للفيروز آبادي – باب الكاف- فصل النون (ص/1234) 0
وأمَّا أهل الفَضْلِ فَيمْسِكونَ عن المَدْح والذَّمِّ في المشَاهَدَةِ، ويثْنون بالخير في المَغِيبِ، أو يمْسِكونَ عن الذَّمِّ0
وأمَّا العَيَّابونَ البرآء من النِّفاق والقِحَةِ؛ فيمْسِكون في المَشْهد، ويَذمّون في المَغِيب0
وأمَّا أهل السَّلامة فيمْسِكون عن المدح، وعن الذَّمِّ في المَشْهَدِ والمغيب0
ومن كلِّ هذه الصِّفاتِ قد شاهَدْنا وبَلَوْنا)) 0
¥