[إذا كان في المجلس صورة هل تحضر الملائكة؟]
ـ[فارس الحجاز]ــــــــ[16 - 01 - 04, 07:04 ص]ـ
لاشك أن الإنسان حينما يكون في مجلس ذكر تنزل عليه السكينة وتغشاه الرحمة ويذكره الله فيمن عنده ,و أن هناك ملائكة تحضر لهذا الذكر. ولكن السؤال إذا كان في المجلس صورة هل تحضر الملائكة؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[17 - 01 - 04, 01:41 ص]ـ
إذا كانت الصور صورا يحرم اقتناؤها فإنها تمنع دخول ملائكة الرحمة أما الكرام الكاتبون فلا يفارقون الإنسان.
وإذا كانت الصور يباح اقتناؤها كالصور الممتهنة، ولعب الإطفال، والصور التي للحاجة كالتي في الأوراق الرسمية والجوازات ونحوها، فمذهب الجمهور أنها لا تمنع دخول ملائكة الرحمة، ويلحق بهذا الصور الفوتوغرافية عند من يرى جواز اقتنائها ولو لغير حاجة فإنها لا تمنع دخول ملائكة الرحمة، والله أعلم.
قال العلاّمة أبو العلا المباركفوري في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي:
قوله: (لا تدخل الملائكة)
أي ملائكة الرحمة لا الحفظة , وملائكة الموت
(بيتا)
أي مسكنا
(فيه كلب)
أي إلا كلب الصيد والماشية والزرع , وقيل إنه مانع أيضا , وإن لم يكن اتخاذه حراما
(ولا صورة تماثيل)
جمع تمثال بالكسر , وهو الصورة كما في القاموس وغيره , والمعنى صورة من صور الإنسان أو الحيوان. قال النووي: قال العلماء سبب امتناعهم من بيت فيه صورة كونها معصية فاحشة وفيها مضاهاة بخلق الله تعالى , وبعضها في صورة ما يعبد من دون الله تعالى , وبسبب امتناعهم من بيت فيه كلب لكثرة أكله النجاسات , ولأن بعضها يسمى شيطانا كما جاء به الحديث , والملائكة ضد الشياطين , ولقبح رائحة الكلب والملائكة تكره الرائحة القبيحة , ولأنها منهي عن اتخاذها , فعوقب متخذها بحرمانه دخول الملائكة بيته وصلاتها فيه , واستغفارها له وتبريكها عليه وفي بيته ودفعها أذى الشيطان , وأما هؤلاء الملائكة الذين لا يدخلون بيتا فيه كلب أو صورة فهم ملائكة يطوفون بالرحمة والتبريك والاستغفار , وأما الحفظة فيدخلون في كل بيت ولا يفارقون بني آدم في كل حال ; لأنهم مأمورون بإحصاء أعمالهم وكتابتها. قال الخطابي: وإنما لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة مما يحرم اقتناؤه من الكلاب والصور , فأما ما ليس بحرام من كلب الصيد والزرع والماشية والصورة التي تمتهن في البساط والوسادة وغيرهما فلا يمتنع دخول الملائكة بسببه. وأشار القاضي إلى نحو ما قاله الخطابي. والأظهر أنه عام في كل كلب وكل صورة وأنهم يمتنعون من الجميع لإطلاق الأحاديث , ولأن الجرو الذي كان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم تحت السرير كان له فيه عذر ظاهر , فإنه لم يعلم به , ومع هذا امتنع جبريل صلى الله عليه وسلم من دخول البيت وعلل بالجرو , فلو كان العذر في وجود الصورة والكلب لا يمنعهم لم يمتنع جبرائيل انتهى.