ومن هنا نجد أن الضعف يلحق جميع الأجهزة المفرزة وخاصة الأمعاء التي تختل وظيفتها نتيجة لاختلال الهضم حتى تصاب بالإمساك تارة وبالإسهال تارة أخرى وفي الحالتين يلحق الجسم الضرر في الإسهال لأنه لن يستفيد من الطعام الذي يتناوله , أما في الإمساك فالدم سوف يتسمم ببقاء مواد البراز بمشتملاتها العفنة السامة في الأمعاء فتمتصه الأوعية الدموية فيما تمتصه من كتلة الغذاء وتحملها إلى جميع أنسجة الجسم تسممها وتضعفها رويداً رويداً.
الحادي عشر: تأثير العادة السرية على الرئتين
من المشاهد أن مرتكب العادة السرية لا يبلغ صدره حد النمو من الكمال لذلك تجد أنه يلهث لأقل مجهود جسماني يجهده , ويصير تنفسه عسيراً مسرعاً متقطعاً.
ومن هنا كان مرتكبو العادة السرية أكثر الناس تعرضا للإصابة بالسل الرئوي والوفاة به.
الثاني عشر: تأثير الصوت
ثمة علاقة وثيقة بين الجهاز التناسلي وأعضاء الصوت بدليل ما يطرأ على بالصوت من التغيير عند البلوغ سواء في الإنسان أو في الحيوان حتى إن القدماء كانوا يخصون المغنين حتى يسلم صوتهم من الخشونة التي تعتريهم بسبب البلوغ, ومن هنا نجد أن العادة السرية تؤدي إلى ضعف الصوت وإفساد النطق أو التلعثم في الكلام وفي كثير من الأحوال يقترن الصوت ببحة أو بسعال جاف وقد يفقد الصوت كلية.
ثالث عشر: القلب والدورة الدموية
يتأثر القلب من العادة السرية تأثيراً سيئاً, ولا غرابة في ذلك إذا تأملنا الظواهر الطبيعية التي تقترن بالوقاع فإن الإنسان يصاب عند الهياج الختامي بنوبة عصبية قريبة من الصرع إلى حد ما حيث يحمر وجهه ويسرع تنفسه وتتقلص أطرافه, ويضطر القلب إلى زيادة نشاطه ودفعه الدم بقوة أكثر من المعتاد ولا يتيسر له ذلك إلا بزيادة ضرباته وسرعتها ومن هنا يحدث الخفقان وقد يصيب القلب خلل عضوي.
الرابع عشر: الجهاز العضلي
إن اللذة الجنسية لا تتأتي إلا بنوع من التوتر عام ومستمر في عضلات الجسم كله ومع بعض الأفراد يلزم أن يكون هذا التوتر شديداً جداً حتى أنه يترتب عليه التهاب كبير في العضلات وقد ثبت أن هذا التوتر يدخل على الجهاز العضلي خللا غريباً وقد ينتج الشلل عن العادة السرية بسبب ما يترتب عليها من الاحتقان في المخ والنخاع الشوكي وهذا الشلل أكثر ما يكون في أعصاب الحركة.
الخامس عشر: الجهاز التناسلي
أن ما يلحق الجهاز التناسلي من أضرار العادة السرية لايمكن تخيله سواء في الرجل أو في المرأة. فالغلام الذي يمارس هذا الفعل ينمو قضيبه ملتوياً أسرع مما هو المعهود فيمن في مثل سنه, وهذا النمو يكون غير طبيعي فيتمشى معه الضعف جنباً إلى جنب وكأنه نوع من الشيخوخة العاجلة فلا يلبث العضو حتى يصبح أكثر رخاوة ولينا وكسلا ويغدو انتصابه بطيئا ناقصا, بل قد ينعدم كلية.
السادس عشر: الحالة النفسية
يكون المريض عصبي المزاج بفطرته ميالاً إلى الوحدة والابتعاد عن الناس سريع التأثر بالأوهام مختل العقلية والفكر, يتوهم كل انحراف بسيط كأنه مرض خطير مستعص يهدده في صحته أو في حياته فهو بذلك يحيا في جحيم مستعر.
هذا الاضطراب العقلي كثيراً ما يسبق العادة السرية ثم يبقى بعد ممارسته.
السابع عشر: الهيئة الاجتماعية
يقول الأطباء عن العادة السرية: إنها جناية على النوع الإنساني, وقالوا: أنها أشنع وأكثر تدميراً للمدنية من الطاعون والجدري والحرب وسائر الضربات التي يمكن أن توجه للإنسانية كما أن مرتكبي العادة السرية عالة على الهيئة الاجتماعية لأنهم لا يمكن أن يفيدوها, بل إنهم ليعودون عليها بالضرر حتى أنه أشار بعضهم بأن كل من يثبت عليه هذا الفعل يجب أن يوضع تحت المراقبة أسوة بسائر المجرمين.
وهل الخلاف سائغ في هذه المسألة؟