تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بجهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم، كما أمره بأن يخفض جناحه لم اتبه من المؤمنين .... وقد تقد عن علي رضي الله عنه أنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعة أسياف: سيف المشركين .... وسيف أهل الكتاب .... وسيف للمنافقين .... وسيف للبغاة. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: قال بيده فإن لم يستطع فليكفهر في وجهه. ..... وقال الحسن وقتادة: مجاهدتهم إقامة الحدود عليهم.

قلت: ارجع إلى كتب التفسير المشهورة وستجد ما يذهب الإشكال، ويزيل اللبس.

وفق الله الجميع.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 07 - 04, 12:04 م]ـ

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة سلطان العتيبي

جزاك الله خيراً على المرور , ولكن هذا المثال غير صحيح لوجهين:

أولاً: هؤلاء قد كفروا بعد إيمانهم فليسوا في حيز من استتر بنفاقه.

ثانياً: أن هؤلاء ليسوا منافقين , بل هم كانوا مؤمنين ولكنهم ضعيفو الإيمان , فارتدوا , كما قرر ذلك شيخ الإسلام خلافاً لقول الأشاعرة وغيرهم.

القول بأنهم مؤمنين فيه نظر، فأول الآية نص في أنهم منافقون قال تعالى {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ* وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ* لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ}

فهي ظاهرة في كونهم منافقين، وأما آخر الآية الثالثة وهي قوله تعالى (قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) يعني بعد إيمانكم الذي أظهرتموه، والأحكام على الظاهر، وهم قد خرجوا مع المسلمين في الجهاد ..

وهي مثل قوله تعالى

{إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} (3)

فهذه الآيات نص في المنافقين، وجاء فيها: (آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا). والله أعلم.

الأخ سلطان أرى علامة التعجب!، تأتي في مواضع لا تناسب أحيانا فلعلك تنتبه لذلك.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 07 - 04, 05:35 م]ـ

لا بد أن يستحضر قوله تعالى {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}

وأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يخفى عليه بعض أعيان المنافقين.

وأيضا لا بد من استحضار أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - طبق، وبلغ ما أمره الله، وإن خفي فهمه علينا، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ َ}،

وقد فعل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

والغلظة لها صور، قد يكون منها:

ما جاء من تحريقه مسجد الضرار.

وقد يكون منها تبليغ ما نزل في شأنهم جملة كقوله تعالى {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}

وقوله تعالى {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} وقوله تعالى {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}

وقوله تعالى {وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ}

وغيرها من الآيات التي فيها إخبار عن مجموعهم، كسورة المنافقين، وكقوله تعالى {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا}

وتهديدهم كقوله تعالى {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا}

وبيان ما نزل في أعيانهم، وفضحهم كما في قوله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}

وقوله تعالى {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ}

وقوله تعالى {وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ}

والله قد أمره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أيضا بعدم طاعتهم {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} وأمره مع عدم طاعتهم بالصبر على أذاهم {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}.

وحال النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة قد مر بمراحل لا بد أن تستقرأ، وأوضاع أعيان المنافقين مختلفة بحسب مكانتهم ..

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير