تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما الواجب في مزلفة؟]

ـ[المتبصر]ــــــــ[22 - 01 - 04, 02:04 ص]ـ

لقد شاع عند كثير من الناس أن الواجب في مزدلفة هو البيتوتة فيها، مع أن النصوص دلت على أن الواجب هو صلاة الفجر فيها و البقاء فيها إلى وقت الدفع إلى منى.

و قد كنت قديما وقفت على الكلام المذهب للإمام أبي العباس ابن تيمية - أحد مجددي هذا الدين - في كتابه القيم " شرح العمدة " قال في معرض بيانه لوقت الوقوف بمزدلفة و منتهى الوقوف بعرفة: ... وأيضا فإن عروة بن مضرس أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمزدلفة حين خرج لصلاة الفجر وقال له النبي صلى الله عليه وسلم من أدرك معنا هذه الصلاة ووقف معنا حتى ندفع وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضى تفثه وهذا نص في مزدلفة تدرك بعد طلوع الفجر كما تدرك قبل الفجر لأن هذا السائل إنما وافاها بعد طلوع الفجر وأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بقضاء حجه ولم يخبره أن عليه دما وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز ولا يصح أن يقال فلعله دخل فيها قبل الفجر ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من أدرك الصلاة والموقف بجمع ووقف قبل ذلك بعرفات فقد تم حجه ولم يذكر دما ولا غيره ولم يشترط إدراك مزدلفة قبل الفجر بل نص على الإكتفاء بإدراك الوقوف مع الناس وفي لفظ من أدرك افاضتنا هذه والافاضة قبيل طلوع الشمس فأين يذهب عن البيان الواضح من النبي صلى الله عليه وسلم ولأن من أدرك عرفة قبيل الفجر فمحال أن يدرك المزدلفة تلك الليلة فلو كان هذه المدرك لعرفة قد فاتته المزدلفة وعليه دم لم يصح أن يقال من أدرك عرفة أدرك الحج مطلقا فإنه قد فاته بعض الواجبات بل أعظم الواجبات ولذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون بعده صرحوا بأن من طلع عليه الفجر بعرفة فقد أدرك الحج من غير ذكر لدم ولا تفويت الوقوف بالمزدلفة وأيضا فايجاب النسك باسم المبيت بمزدلفة لم ينطق كتاب ولا سنة ولا ذكره الصحابة والتابعون بل الذي في كتاب الله قوله فاذكروا الله عند المشعر الحرام وهذا يقتضي التعقيب لقوله فإذا أفضتم من عرفت فاذكروا الله عند المشعر الحرام فمن أفاض من عرفات عند طلوع الفجر يذكر الله إذا أفاض بعد طلوع الفجر بنص الاية وأيضا فإن الله أمر كل مفيض من عرفات بذكره عند المشعر الحرام فلو كان وقت هذا الواجب يفوت بطلوع الفجر لم يمكن كل مفيض امتثال هذا الأمر وأيضا فإن وقت التعريف يمتد إلى طلوع الفجر فلا بد أن يكون عقبيه وقت للمشعر الحرام لئلا يتداخل وقت هذين النسكين وأما السنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم الوقوف بالمزدلفة وشهود صلاة الصبح والوقوف معه وإنما جاء المبيت بمزدلفة تبعا لأن الوقوف بعد الفجر وإنما يكون ذلك بعد المبيت فكيف يكون المقصود تبعا والتبع مقصودا .. ) (3/ 612 - 614)

و ينبغي الوقوف على أصل كلامه كله ففيه فوائد متنوعة،

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير