تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الرد على من قال هي أيام التشريق والعمل هو الذكر والتكبير]

ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[24 - 01 - 04, 12:26 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

اطلعت على مقال للشيخ الفاضل أبو طارق إحسان بن محمد بن عايش العتيبي _ وفقه الله _ نشره في موقع [صيد الفوائد] ورأيته منقولا عنه في بعض المنتديات، وهذا رابطه:

http://saaid.net/Doat/ehsan/111.htm

يرى الشيخ إحسان في هذا المقال أن الأيام المقصودة في حديث ابن عباس (ما من أيام العمل الصالح فيهن خير وأحب إلى الله من هذه الأيام ... ) يراد بها أيام التشريق لا عشر ذي الحجة، وأن العمل الصالح يراد به الذكر والتكبير فحسب لا مطلق العمل الصالح، وحيث إن هذا الرأي مجانب الصواب أحببت أن أجيب على ما ورد فيه من استدلالات، استجابة لرغبة كاتبه أخونا الشيخ إحسان حيث طلب من الجميع المشاركة في البحث وإبداء وجهة نظرهم حيال ما كتب، وأنا بدوري أطلب من إخواني ومشايخي إثراء البحث بفوائدهم وتعقيباتهم النافعة.

فقلت مستعينا بالله:

[تنبيهات على التنبيهين]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فقد نبّه فضيلة الشيخ إحسان بن محمد بن عايش العتيبي _ حفظه الله _ تنبيهين بخصوص أحاديث فضل عشر ذي الحجة، وأرى أن كلا التنبيهين قد اشتمل على ما يحتاج إلى التعقيب، وسأوجز تعقيباتي في النقاط التالية:

1) ذكر الشيخ إحسان أن نص رواية البخاري عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما العمل في أيام أفضل منها في هذه قالوا ولا الجهاد قال ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء " ثم بين أنه ليس في رواية البخاري التصريح بأن الأيام المرادة هي أيام عشر ذي الحجة.

قلت: النص الذي ذكره الشيخ هو نص إحدى روايات البخاري، وقد ورد الحديث في رواية الحافظ أبي ذر الهروي عن الكشميهني بلفظ: " ما العمل في أيام أفضل منها في هذا العشر قالوا ولا الجهاد قال ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء " وقد نبه على ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح في شرحه للحديث المذكور، وعليه فلا لوم على من نسب إلى البخاري الحديث بلفظ " في هذا العشر "

2) ذكر الشيخ إحسان أن لفظ " من هذه الأيام العشر " ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وأنه مدرج من بعض الرواة.

قلت: هذه الشبهة قد أجاب عنها الحافظ ابن حجر في الفتح فقال:

" والسياق الذي وقع في رواية كريمة شاذ مخالف لما رواه أبو ذر وهو من الحفاظ عن الكشميهني شيخ كريمة بلفظ " ما العمل في أيام أفضل منها في هذا العشر " وكذا أخرجه أحمد وغيره عن غندر عن شعبة بالإسناد المذكور. ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن شعبة فقال " في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة " وكذا رواه الدارمي عن سعيد بن الربيع عن شعبة. ووقع في رواية وكيع المقدم ذكرها " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام " يعني أيام العشر , وكذا رواه ابن ماجه من طريق أبي معاوية عن الأعمش , ورواه الترمذي عن رواية أبي معاوية فقال " من هذه الأيام العشر " بدون يعني , وقد ظن بعض الناس أن قوله " يعني أيام العشر " تفسير من بعض رواته , لكن ما ذكرناه من رواية الطيالسي وغيره ظاهر في أنه من نفس الخبر. وكذا وقع في رواية القاسم بن أبي أيوب بلفظ " ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى " وفي حديث جابر في صحيحي أبي عوانة وابن حبان " ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة " فظهر أن المراد بالأيام في حديث الباب أيام عشر ذي الحجة " اهـ

3) قال الشيخ إحسان: (وواضح أن الكلام ليس عن العشر بل هو عن أيام التشريق! ... ويدل على هذا تبويب البخاري وهو قوله " باب فضل العمل في أيام التشريق ".) اهـ

قلت: قد أجاب عن هذه الشبهة أيضا الحافظ في الفتح وبين مراد البخاري من تبويبه على الحديث بباب فضل العمل في أيام التشريق، فقال رحمه الله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير