ـ[المقرئ.]ــــــــ[25 - 01 - 04, 12:36 ص]ـ
أحسن الشيخ إحسان في قوله [والمسألة تحتاج لبحث ومشاركة من الإخوة الأفاضل]
وما أجمل طالب العلم إذا تبين له قولا يخالف الفتوى أو لم يكن مشهورا أن يعرضه على شكل إشكال يدعو إلى حله كما فعل الشيخ
فما بالك فيما وقع في زماننا هذا من إحداث أقوال وآراء لم يقل بها أحد ومع هذا يجزم صاحبه به ويؤلف الرسائل والكتب لنصرته بل ويدعو إلى المناظرة أو المباهلة ولا حول ولا قوة إلا بالله
أعود للمسألة فأقول: لم يظهر لي ما ذهب إليه الشيخ لأمور:
أولا: حديث الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به رواه جمع من الأئمة عن الأعمش وكلهم يذكرون الأيام العشر ومنهم: أبو معاوية ولا يخفى مكانته في الأعمش، وكيع، سفيان الثوري، يحيى ابن سعيد، شعبة، شيبان وغيرهم فهؤلاء منهم في الإمامة والحجة وكلهم ذكر الأيام العشر
ثانيا: رواية شعبة عن الأعمش في البخاري ليست وجها واحدا بل رواة البخاري مختلفين في إثباتها كما وضح ذلك الشيخ أبو خالد والنسخة التي اعتمدها الحافظ فيها ذكر الأيام العشر
ومما يوضح أن رواية شعبة موافقة للجماعة: أن أباداود الطيالسي وسعد بن الربيع وغندر محمد بن جعفر وابن أبي عدي وإبراهيم الطويل وغيرهم رووه عن شعبة بذكر أيام العشر فإن كان ابن عرعرة وراو آخر لم يذكرها فالكثرة والحفظة على ذكرها
ثالثا: مما يوضح ثبوتها فهم سعيد بن جبير الراوي عن ابن عباس:
فقد روى الدارمي هذا الحديث عن ابم عباس من طريق أيوب عن سعيد عن ابن عباس به ثم قال: وكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه
فهذا فهمه للحديث
رابعا: تبويبات أهل العلم زاخرة بهذا:
فهم يبوبون على حديث ابن عباس ما يلي:
بوب أبو داود: باب في صوم العشر
بوب ابن ماجة: باب صيام العشر
بوب الترمذي: باب ما جاء في العمل في الأيام العشر
بوب الدارمي: باب فضل العمل في العشر
بوب ابن حزم: مسألة وتستحب صيام أيام العشر من ذي الحجة
بوب النووي: باب فضل الصوم وغيره في العشر الأواخر من ذي الحجة
بوب البيهقي: فضل صيام أيام العشر
وغيرهم كثير
خامسا: الحديث له عدة طرق عن سعيد به من غير طريق مسلم البطين وفيها إثبات العشر لم أشأ ذكرها حتى لا يطول الكلام
أخوكم: المقرئ = القرافي
ـ[المتبصر]ــــــــ[25 - 01 - 04, 01:53 ص]ـ
(تابع) أعتذر عن تأخير الكلام، لأني انشغلت ثم لما رجعت لأكتب لم يفتح التحرير للوقت المحدد من قبل الإدارة.
لكن هاهنا سؤال: قوله صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل الصالح .... هل يقتضي تفضيل كل عمل صالح وقع في شيء من أيام العشر على جميع ما يقع في غيرها و إن طالت مدته أم لا؟
أجاب عن هذا ابن رجب في اللطائف بجواب مفصل فليرجع إليه.
و بخصوص ترجمة البخاري فالذي يظهر لي أن البخاري إنما أورده تحت الترجمة، و الترجمة مناسبة له، بل مطابقة له، فالترجمة هي: (باب فضل العمل في أيام التشريق وقال بن عباس واذكروا الله في أيام معلومات أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق وكان بن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما وكبر محمد بن علي خلف النافلة) ثم أسند الحديث
فالحديث مناسب لمعظم المترجم به، فالترجمة لأيام التشريق و لأيام العشر، و بعض أيام التشريق من أيام العشر.
فالمناسبة بين الحديث و ما ترجم به ظاهرة لا إشكال فيها ..
و مثل هذا في الصحيح كثير .. يكون الحديث مناسبا للآثار التي يوردها في الترجمة.
ثم التصريح بأنها أيام العشر جاء في غيره: جاء من حديث جابر بإسناد جيد عند البزار و أبي عوانة و عن سعيد بن المسيب مرسلا
و فيهما التصريح بأنها عشر ذي الحجة، بل جاء عن ابن عباس بسند آخر عند الدارمي 1723 ة غيره ..
و في المسند و سنن النسائي عن جابر مرفووعا: العشر عشر يوم الأضحى و الوتر يوم عرفة و الشفع يوم النحر و سند حسن، حسنه ابن رجب و ابن ناصر الدين في رسالة له.
المهم الأدلة على كونها هي المرادة بحديث ابن عباس أكثر من أن تذكر ..
و شواهدها كثيرة، و في الباب عن ابن عمر و عن ابن عمرو بن العاص و غيرهما فلعل الإخوان يزيدون على ما ذكرنا ..