*ثالثا: قصد شم الطيب ومسه واستعماله في أكل وشرب بحيث يظهر ريحه، ولابأس أن يتطيب قبل الإحرام في بدنه دون ثيابه، حتى لو استمر هذا الطيب إلى بعد الإحرام، فذلك جائز، لانه وضع الطيب قبل الإحرام لا بعده، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أيام وهو محرم) متفق عليه.
*رابعا: إزالة الشعر من البدن عمدا، ولابأس إن سقط شيء من الشعر بغير قصد بسبب الامتشاط أو الاستحمام ونحو ذلك، ويجوز للمحرم أن يستحم بالماء والصابون الذي لا يكون فيه عطر، فقد روى أبو أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم غسل رأسه وهو محرم وحرك رأسه بيديه فاقبل بهما وأدبر متفق عليه، ويجوز له أن يبدل ثياب الإحرام التي احرم فيها أولا، بأخرى نظيفة ليس فيها طيب، كل ذلك جائز.
ويجوز للمحرم أن يحلق رأسه لعذر، أو يلبس ثوبا لعذر، مرض أو نحوه، وعليه أن يفدي في هذه الحالة، وذلك بأن يذبح شاة لفقراء الحرم، أو يطعم ستة مساكين من مساكين الحرم لكل مسكين مد بر أو نصف صاع من غيره، أو يصوم ثلاثة أيام ولا يشترط أن يكون الصيام في الحرم.
*خامسا: تقليم الأظافر، فإن انكسر الظفر فلابأس بإزالته.
سادسا: صيد البر الوحشي المأكول، ومعنى الوحشي أي غير الأليف، والأليف مثل الدجاج والمعز والضان والبقر والإبل، والوحشي مثل الغزال وحمار الوحش والأرنب، ويجوز صيد البحر.
*سابعا: عقد النكاح ولا يصح، وكذلك الخطبة فلاتجوز في أثناء الإحرام.
*ثامنا:الوط ء في الفرج.
تاسعا: دواعي الجماع، والمباشرة دون الفرج والاستمناء.
فإن وقع المحرم بشيء من محظورات الإحرام ناسيا أو جاهلا فلاشيء عليه، وإن فعل شيئا من ذلك عامدا، ففيه الفدية وهي التخيير بين إطعام ستة مساكين من مساكين الحرم، لكل مسكين مد من البر (القمح) أو نصف صاع من غير البر، أو ذبح شاة لمساكين الحرم، أو صيام ثلاثة أيام في أي مكان.
ويستنثى من ذلك ثلاثة أشياء:
أحدها: الصيد ففيه جزاء الصيد، سواء تعمد صيده أم لا.
والثاني: الجماع في الفرج ففيه تفصيل سيأتي لاحقا إن شاء الله تعالى.
والثالث: عقد النكاح أو الخطبة فليس فيها فدية مع أنهما من محظورات الإحرام.
... التلبية:
ــــــــــــ
ثم تنطلق إلى المسجد الحرام، ملبيا من أول دخولك الإحرام و أثناء الطريق قائلا (لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك، لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك) كذا روى التلبية عبد الله بن عمر رضي الله عنه في الصحيحين.
يرفع الرجل صوته، لحديث السائب بن خلاد قال صلى الله عليه وسلم: (أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية) رواه الخمسة.
وتخفض المرأة صوتها، واحرص أن تردد هذه التلبية على قدر استطاعتك وجهدك، فذلك من أفضل أعمال الحج، قال صلى الله عليه وسلم (أفضل الحج العج والثج) رواه الترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، والعج أي رفع الصوت بالتلبية.
... دخول المسجد الحرام:
ــــــــــــــــــــــ
فإذا وصلت البيت أي الكعبة، فيستحب لك أن يكون أول شيء تفعله عند دخول المسجد الحرام، أن تقول دعاء دخول المسجد (اللهم صل على محمد، اللهم افتح لي أبواب رحمتك)، ثم تتجه إلى الحجر الأسود للطواف.
ولم تصح الأحاديث التي فيها رفع اليدين عند رؤية البيت، وكذا لم يصح في ذلك دعاء مخصوص، غير دعاء دخول المسجد.
... الطواف:
ـــــــــــ
*أولا: ويشترط أن تكون حال الطواف ساترا للعورة، طاهر الثياب والبدن، ويشترط له الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، وذلك كله عند جمهور العلماء.
واحتجوا بحديث (إن الطواف بالبيت صلاة إلا أنكم تتكلمون فيه) رواه الترمذي وغيره، وبحديث عائشة رضي الله عنها (افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري) متفق عليه.
*ثانيا: وإن كنت متمتعا، فإنك تنوي بطوافك أنه طواف عمرة.
¥