ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 12 - 02, 10:53 م]ـ
طيب، هذا عن ابن حجر، فما بال الدراقطني يقول "إسناده حسن ورجاله ثقات"؟ فإذا كان رجاله ثقات، فلم حسنه ولم يصححه؟: D
قال الشيخ التطواني:
والرواية المرسلة لا تعل الموصولة لأن أبا قلابة كان يرسله تارة، ويسنده تارة أخرى؛ فقد رواه الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال (2/ 418) والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 207) عن إسماعيل بن علية، وابن أبي شيبة في المصنف (1/رقم3757) عن هشيم بن بشر كلاهما عن خالد الحذاء عن أبي قلابة مرسلا بنحوه، قال إسماعيل: قال خالد لأبي قلابة: من حدثك هذا الحديث؟، قال: محمد بن أبي عائشة مولى لبني أمية، كان خرج مع آل مروان حيث أخرجوا من المدينة.
انتهى.
قلت: نستنتج من هذا أن أبا قلابة كان يحدث بهذا الحديث مرسلاً فقط. فلما سأله خالد عمّن حدثه بهذا الحديث، أخبره بأنه محمد بن أبي عائشة، ولم يخبره ممن سمع ذلك محمد. فقدّر ذلك أنه سمعه من صحابي فروى ذلك على تلك الهيئة، وأبهم الصحابي لأنه تقدير فحسب.
ولو صحت تلك الرواية لأخرجها البخاري في صحيحه، أو على الأقل علقها بصيغة الجزم. وهو الحريص على نصرة مذهبه في القراءة خلف الإمام، والرد على الأحناف. كيف لا وقد كتب كتاباً كاملاً عن هذا الموضوع؟
على أنه يمكن القول أن البخاري علم أن الرواية ليس فيها دلالة على القراءة خلف الإمام (كما أوضح ابن عبد البر) فتركها.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[25 - 12 - 02, 08:02 م]ـ
في كلام الأخ محمد الأمين مغالطات كثيرة جدا، فلا بأس من الرد عليها:
1) قال محمد الأمين: "فما بال الدراقطني يقول: (إسناده حسن، ورجاله ثقات)؟ فإذا كان رجاله ثقات، فلم حسنه ولم يصححه؟ ".
أقول: أرجو أن يكون الأخ محمد الأمين أمينا في النقل، وأهيب به أن يرينا أين ذكر الدارقطني هذا الكلام؟؟!! ولن يستطيع أبدا ..
لقد سبق معنا أن الدارقطني أعل رجح رواية أيوب السختياني المرسلة في العلل فكيف يقول عن الرواية المرجوحة (إسناده حسن، ورجاله ثقات)؟؟!!، لقد خلط وخبط الأخ محمد الأمين في النقل، فقول الدارقطني هذا عن حديث عبادة بن الصامت لا عن حديثنا هذا، فانظر السنن (1/ 320)، فبعد أن رواه قال: "هذا إسناد حسن، ورجاله ثقات كلهم…".
2) قال محمد الأمين: "نستنتج من هذا أن أبا قلابة كان يحدث بهذا الحديث مرسلاً فقط. فلما سأله خالد عمّن حدثه بهذا الحديث، أخبره بأنه محمد بن أبي عائشة، ولم يخبره ممن سمع ذلك محمد. فقدّر ذلك أنه سمعه من صحابي فروى ذلك على تلك الهيئة، وأبهم الصحابي لأنه تقدير فحسب".
قلت: هذا الكلام فيه ما فيه، فهل يعقل أن يزيد خالد الحذاء من نفسه تقديرا!!!! (عن رجل من أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم-)، إن هذا –لعمري- اتهام لخالد الحذاء بالوضع، وما أظن الأخ محمد الأمين يقول بهذا.
وأزيد:
قال الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال (1/ 278): حدثنا أبو قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: شهدت جريرا -يعني ابن حازم- يقرأ على أيوب كتبا من كتب أبي قلابة، فقال أيوب: منها ما سمعت من أبي قلابة، ومنها ما لم أسمع من أبي قلابة .. فذكر قصة. (وهذا سند صحيح).
قلت: هذا صريح في أن أيوب السختياني لم يسمع كل حديث أبي قلابة بل سمعه بعضه وروى الباقي بالإجازة، بخلاف خالد بن مهران الحذاء، فقد وقع في روايته المتقدمة سؤاله لأبي قلابة عن شيخه في هذا الحديث، فأجابه أنه سمعه من محمد بن أبي عائشة، ولا يلزم ذكره للصحابي، لأن أبا قلابة أجاب على قدر السؤال، وإلا فقد سمعه منه خالد الحذاء مجودا متصلا، ولعل وقع مرسلا في كتاب أبي قلابة، فرواه أيوب من كتابه مرسلا، ورواه خالد الحذاء عنه مجودا، ومن المعلوم أن الإرسال معروف في التابعين كثيرا وله أسباب كثيرة تراجع في مظانها، والله الموفق ..
فهذا من الاختلاف الذي لا يضر، والله الحمد ..
3) قال محمد الأمين: "ولو صحت تلك الرواية لأخرجها البخاري في صحيحه، أو على الأقل علقها بصيغة الجزم. وهو الحريص على نصرة مذهبه في القراءة خلف الإمام، والرد على الأحناف. كيف لا وقد كتب كتاباً كاملاً عن هذا الموضوع؟
على أنه يمكن القول أن البخاري علم أن الرواية ليس فيها دلالة على القراءة خلف الإمام (كما أوضح ابن عبد البر) فتركها".
قلت: دعوى أنه لو صحت هذه الرواية لأخرجها البخاري دعوى غريبة، فمن المعلوم أن البخاري لم يخرج كل ما صح، فقد صحح أحاديث كثيرة (مثل حديث بسرة) خارج الصحيح، فكم من حديث صحيح رواه مسلم، أخرجه البخاري في الأدب المفرد وغيره.
وحديثنا هذا رواه البخاري في جزء القراءة خلف الإمام محتجا به ولا شك.
هذا، وليعلم أن محمد بن أبي عائشة لم يخرج له البخاري، فالحديث ليس على شرطه.
ودعوى أنه ليس في الحديث دلالة على وجوب القراءة خلف الإمام غريبة!!!، فإن دلالة الحديث صريحة، والله الموفق ...
¥