من مقدمة ابن خلدون: وإذا فسدت أحوال الأشخاص، واحداً واحداً، اختل نظام المدينة وخربت. وهذا معنى ما يقوله بعض أهل الخواصي (أو الحواضر): أن المدينة إذا كثر فيها غرس النارنج تأذنت بالخراب، حتى إن كثيراً من العامة يتحامى غرس النارنج بالدور، تطيراً به، وليس المراد ذلك ولا أنه خاصة في النارنج، وإنما معناه أن البساتين وإجراء المياه هو من توابع الحضارة. ثم إن النارنج والليم والسرو وأمثال ذلك، مما لا طعم فيه ولا منفعه، هو من غايات الحضارة، إذ لا يقصد بها في البساتين إلا أشكالها فقط، ولا تغرس إلا بعد التفنن في مذاهب الترفة وهذا هو الطور الذي يخشى معه هلاك المصر وخرابه كما قلناه. ولقد قيل مثل ذلك في الدفلى، وهو من هذا الباب، إذ الدفلى لا يقصد بها إلا تلون البساتين بنورها، ما بين أحمر وأبيض، وهو من مذاهب الترف. اهـ.
ـ[الشريف الحسيني الحنبلي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 04:37 ص]ـ
وجدت هذا فأنزلته للفائدة والله أعلم
الإعجاز في النبات
الأترج
بقلم الدكتور محمد نزار الدقر
عن ابي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مثل المؤمن الذي يقرا القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب). رواه البخاري ومسلم.
قال ابن القيم: (وفي الأترج منافع كثيرة من قشر ولحم وبزر ومن منافع قشره أن رائحته تصلح فساد الهواء، ويطيب النكهة إذا أمسها بالفم وإذا جعل في الطعام أعان على الهضم. وأما لحمه فملطف للمعدة. وقال الغافقي: أكل لحمه ينفع من البواسير. وأما حماضه فقابض، كاسر للصفراء ومسكن للخفقان، نافع من اليرقان، مشه للطعام ونافع من الإسهال الصفراوي، وتنفع طلاء من الكلف، وله قوة تطفئ حرارة الكبد وتقوي المعدة وتسكن العطش ... وأما بزره فله قوة مجففة. وقال ابن ماسويه: خاصة حبة النفع من السموم القاتلة إذا شرب منه وزن مثقالين مقشراً بماء فاتر، وإن دق ووضع على موضع اللسعة نفع ... وحقيق بشيء هذه منافعه أن يشبه به النبي eخلاصة الوجود وهو المؤمن الذي يقرأ القرآن).
والأترج Citrus Medica Cedrata من الحمضيات، ومن أسمائه تفاح العجم وليمون اليهود. وهناك اختلاف بين المؤلفين. هل هو نفسه ما يدعى بالكباد (في ديار الشام) أو أن الكباد هو نوع قريب من نفس الفصيلة البرتقالية Aurantiaceae يزرع في المناطق المعتدلة الحارة وثمره كالليمون الكبار ذهبي اللون، ذكي الرائحة حامض الماء. وقد جاء ذكره في سفر اللاويين من التوراة: (تأخذون لأنفسكم ثمر الأترج بهجة).
وهو نبات دائم الخضرة من أشجار الحمضيات، يؤكل طازجاً ويشرب عصيره بعد مزجه بالماء وتحليته بالسكر كشراب منعش ومرطب ومهضم. وهو مصدر جيد للفيتامينات ج و ب1 وب2 ويصنع من قشره مربى لذيذ الطعم والقشر هاضم وطارد للرياح لاحتوائه على زيت عطري. كما يفيد كمقشع صدري ومضاد لداء الحفر.
وذكر ابن سينا أن حامض الأترج يجلو العين (إن اكتحل به) ويذهب الكلف من الوجه (طلاء) ويسكن غلمة النساء (شرباً) ومغلي أوراقه يسكن النفخ ويقوي المعدة والأحشاء وزهرة ألطف في تسكين النفخ.
مصادر البحث
1ـ ابن قيم الجوزية: كتاب الطب النبوي وزاد المعاد من تحقيق عبد القادر الأرناؤوط.
2ـ الموفق البغدادي: الطب من القرآن والسنة، تحقيق القلعجي.
3ـ مصطفى طلاس: المعجم الطبي النباتي ـ دمشق 1988.
4ـ أحمد قدامة: قاموس الغذاء والتداوي بالنبات ـ بيروت 1982.
5ـ د. محمد بدر الدين زيتوني: الطب الشعبي والتداوي بالأعشاب ـ دمشق 1990.
جميع حقوق الموقع محفوظة
لموسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
www.55a.net (http://www.55a.net)
ـ[أبوحمزة الدمشقي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 05:46 ص]ـ
السلام عليكم
هذا هو ثمر الكباد وهو على وزن فعال كما في الآية (فعال لما يريد)
هذه تسميته في بلاد الشام.
أما اللارنج فهو اسمه النانرج ومنه يستخرج أحسن وأطيب ماء الزهر. وهو مختلف عن الكباد.
ـ[العسكري]ــــــــ[30 - 07 - 07, 02:36 ص]ـ
وفي فتح الباري
¥