و كذلك في اسم الله: (القُدُّوس) - بضم القاف و الدال و تشديد الأخير - و هو المطهر و الطاهر و المنزه عن العيوب و النقائص لكمال ذاته و صفاته، و المبارك أيضا - كما فسره بعض أهل العلم -.
و الثالث: التعظيم و التمجيد و التكبير، و هذا ذهب إليه بعض السلف، و ذكره ابن جرير و غيره في تفسير قوله تعالى (و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك).
و المعنى نطهرك و ننزهك التنزيه اللائق بك و نعظمك.
و من التعظيم: الصلاة لك كما فسر به بعض السلف قول الملائكة (و نقدس لك).
و التطهير شيء زائد على التنزيه، فهو بمعنى التنقية – و سيأتي مزيد بيان له -.
و هناك معنى آخر ذهب إليه بعض المفسرين، قال الزجاج: (معنى: " نقدس لك " أي نطهر أنفسنا لك، وكذلك نفعل بمن أطاعك نقدِّسه: أي نطهِّره).
فالتقديس يقع على العباد، و في الحديث (لا قدس الله أمة .. ).
قال في التاج 16/ 359: " و حكى ابن الأعرابي: " لا قدسه الله " أي: لا بارك عليه، و قال: و المقدَّس: المبارك، و قال قتادة: و أرض مقدسة: أي أرض مباركة، و إليه ذهب ابن الأعرابي ".
كذلك من أسماء الجنة (حظيرة القدس).
و أطلق على جبريل (روح القدس)، و قيل القدُس هو الله، قاله بعض السلف، كما قيل لعيسى بن مريم: روح الله.
و قد ورد في أشعار العرب: قدس الله مضجعه و نحوها، و تناقلها العلماء سلفا عن خلف من غير نكير، و معناها فيما سبق؛ لكن معنى قدس الله روحه – خاصة -: طهرها من الذنوب و الخطايا، و هكذا دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم في دعاء الاستفتاح: (اللهم طهرني من الذنوب و الخطايا)، و دعا به في غيره كما في حديث عائشة.
و قد دعا به للميت، كما في صحيح مسلم: (اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس).
فالأول دعاء بالتطهير من الذنوب للحي و هذا الأخير للميت.
و هذه الجملة بمعنى قدس الله روحه، من هذا الوجه و هو التطهير.
و هذا يدل على سنية هذا المعنى، و أن الدعاء به من سنن النبي صلى الله عليه و سلم للميت، و اختيار ابن القيم له في الدعاء به لشيخه ابن تيمية، في مواضع كثيرة جدا من كتبه لعله من هذا القبيل.
و كونه منتشر في تضاعيف كتب ابن القيم = يردّ القول باحتمال أن يكون هذا من فعل النساخ؛ إذ كيف يتواطأ جميع النساخ في كل تلك المواضع على اختيار تلك العبارة في الدعاء دون غيرها، هذا مستبعد جدا.
و من معاني تلك العبارة: (قدس الله روحه) أي في الجنة، حيث جعل مأواها حظيرة القدس و هي الجنة.و من معانيها: طيب الله روحه، يعني الدعاء لها بأن يجعلها روحا طيبة مطيبة، وهي روح المؤمن التي تطيبها الملائكة و ترتفع بها إلى السماء.
كما في الصحيح: (إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها) ثم ذكر من طيب ريحها و ذكر المسك، قال: (و يقول أهل السماء: روح طيبة جاءت من قبل الأرض، صلى الله عليك و على جسد كنت تعمرينه، فينطلق به إلى ربه عز وجل).
فهو دعاء له بأن يكون من أهل الأرواح المطيبة الطيبة، و هي بمعنى المقدسة.
و قد يلاحظ فيها أيضا معنى أن من المنازل التي يمر بها أهل الإيمان يوم القيامة، تطهيرهم من ذنوبهم لاستكمال متطلبات دخولهم للجنة (حظيرة القدس).
و العبد الفقير حين يطلقها على شيخه شيخ الإسلام يستحضر بعض أو جل هذه المعاني،و الله الموفق.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[13 - 03 - 05, 12:36 ص]ـ
التقديس: التطهر من الذنوب، ومعناه ظاهرٌ تعرفه العرب، جارٍ في كلامهم، ومنه قول امرئ القيس يصف ثوراً تطارده الكلاب، يمزقن جلده:
فأدركنه يأخذن بالساق والنسا ... كما شبرق الولدان ثوبَ المقدَّس
والمقدَّس هنا: راهب النصارى، حين يؤوب من بيت المقدس، فيُرَون أنه قد تطهّر، فطفق الصبيان يتمسحون به تبركاً، وأقبلوا على ثيابه يمزقونها!!
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[13 - 03 - 05, 08:24 ص]ـ
لا أرتاح لها على الإطلاق, ولم استخدمها قط, ولن استخدمها, ولم أكتبها قط, ولن اكتبها, مع الشكر الجزيل لصاحب الموضوع أنه ((فتح سيرتها))
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[10 - 09 - 09, 01:54 ص]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو الوليد الأمازيغي]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:37 ص]ـ
¥