[قف على خط شيخ الإسلام ابن تيمية]
ـ[ابو عبدالله]ــــــــ[28 - 01 - 04, 09:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا نموذج من خط الإمام العلم شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى
ونستفيد من صورة هذا الخط دروساً عظيمه أقلها أن يجيب الإنسان على التساؤل الذي يتردد في نفسه ألا وهو:
ماهو سر الجاذبية لمؤلفات هذا الإمام؟ وأترك الإجابة للتاريخ الذي سطر لنا سيرة هذا الإمام وجهاده وصبر ه
وثناء أئمة العلم والزهد والتقوى عليه وعلى مؤلفاته رحمه الله تعالى
وجوابهم لما فيها من روح الإخلاص والتحرير والقوة العلمية والتنظير العقدي .... الذي قلَّ أن تراه في مؤلفات العصر الحاضر
فقد جذب الله قلوب خلقه إليه على العكس ممن رزق جمال الخط بل والبراعة فيه فلا يعبأ لمصنفاته والسر ... والله أعلم هو ... [الإخلاص]
والسبب في كون خط شيخ الإسلام رحمه الله في غاية التعليق والإغلاق هو أنه كان سريع الكتابة يقول إبن عبدالهادي: ((وأخبرني غير واحد أنه كتب مجلد لطيف في يوم, وكتب غير مرَّة أربعين ورقة في جلسة وأكثر , وأحصيت ما كتبه وبيضه في يوم فكان ثمان كراريس في مسألة من أشكل المسائل))
تأمل أخي كيف الحفاظ على الوقت!!!
وكان هناك شخص يكتب مصنفات الشيخ إسمه: عبد الله بن رشيق المغربي [توفي سنة 749] يقول إبن كثير: (وكان أبصر بخط الشيخ منه)!!!!
رحم الله أئمة الإسلام
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[28 - 01 - 04, 10:54 ص]ـ
أحسنت أخي أبا عبد الله،
وفي العقود الدرية ص 80 - 82
قال الشيخ أبو عبدالله (يعني ابن رشيق، والظاهر أن محقق العقود أخطأ إذ جعل القائل أخا شيخ الإسلام):
لو أراد الشيخ تقي الدين رحمه الله أو غيره حصرها يعني مؤلفات الشيخ لما قدروا لأنه ما زال يكتب
وقد من الله عليه بسرعة الكتابة ويكتب من حفظه من غير نقل
وأخبرني غير واحد انه كتب مجلدا لطيفا في يوم وكتب غير مرة أربعين ورقة في جلسة وأكثر وأحصيت ما كتبه وبيضه في يوم فكان ثمان كراريس في مسألة من أشكل المسائل وكان يكتب على السؤال الواحد مجلدا،
وأما جواب يكتب فيه خمسين ورقة وستين وأربعين وعشرين فكثير
وكان يكتب الجواب فإن حضر من يبيضه وإلا أخذ السائل خطه وذهب ويكتب قواعد كثيرة في فنون من العلم في الأصول والفروع والتفسير وغير ذلك فإن وجد من نقله من خطه وإلا لم يشتهر ولم يعرف وربما أخذه بعض أصحابه فلا يقدر على نقله ولا يرده إليه فيذهب
وكان كثيرا ما يقول قد كتبت في كذا وفي كذا ويسئل عن الشيء فيقول قد كتبت في هذا فلا يدري أين هو فيلتفت إلى اصحابه ويقول ردوا خطي وأظهروه لينقل فمن حرصهم عليه لا يردونه ومن عجزهم لا ينقلونه فيذهب ولا يعرف اسمه فلهذه الأسباب وغبرها تعذر إحصاء ما كتبه وما صنفه وما كفى هذا إلا أنه لما حبس تفرق أتباعه وتفرقت كتبه وخوفوا أصحابه من أن يظهروا كتبه ذهب كل أحد بما عنده وأخفاه ولم يظهروا كتبه فبقي هذا يهرب بما عنده وهذا يبيعه أو يهبه وهذا يخفيه ويودعه حتى إن منهم من تسرق كتبه أو تجحد فلا يستطيع أن يطلبها ولا يقدر على تخليصها فبدون هذا تتمزق الكتب والتصانيف ولولا أن الله تعالى لطف وأعان ومن وأنعم وجرت العادة في حفظ أعيان كتبه وتصانيفه لما أمكن لأحد أن يجمعها
ولقد رأيت من خرق العادة في حفظ كتبه وجمعها وإصلاح ما فسد منها ورد ما ذهب منها ما لو ذكرته لكان عجبا يعلم به كل منصف أن لله عناية به وبكلامه لأنه يذب عن سنة نبيه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين