وكان أيوب هذا يقول: يكون أجلي يوم كذا، فكان كما قال ".!!!!
وقد أغنانا محقق الكتاب عن التعليق على هذا الضلال بقوله:
" لا يخفى ما في هذا الكلام من مبالغة،
ففي القرآن الكريم (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير).
هذا مع قطع النظر عما قيل في مثل هذه المعلومات إن صح أن تسمى معلومات من التنجيم وغيره "
وقال الدرجيني أيضا في (كتاب طبقات المشائخ بالمغرب: 2/ 493 - 494):
" وحدثنا بعض أهل وارجلان أن أول داع وصل إلي وارجلان من دعاة الدعوة المهدية العيتروسي، وصلها في خيل،
فلما قدم إليهم دعاهم إلى إجابة الدعوة، فتشاوروا فيما يأتون وما يذرون [المطبوع: وما يدرون]،
فأجمع رأي أكثرهم على قتله وأصحابه، حتى لا يظهر لهم ذكر،
فقال علماؤهم: ما ضرنا أن نصل إلى الفقيه أبي يعقوب نعلمه بما وقع في نفوسنا، ونأخذ ما عنده، فجاؤوه بجمعهم،
فقالوا له: إن هذه خيل تدعو إلى سلطان قد ظهر، وقد أجمعنا على أن نقتلهم قبل أن يعرفوا بلدنا
، فإنا نخاف أن يخربوا بلادنا إن عرفوها.
فقال لهم: هؤلاء لا يخربون بلدكم!!
بل تنالون في أيامهم عزا وإقبالا!!!
وتلقون منهم في بلادهم خير لقاء وإكراما وإحسانا، أكثر مما تلقونه في بلادكم!!
فأجيبوا دعوتهم تفلحوا!!!
فليسوا بالذين يخربون بلدكم.
وأما الذي يخرب بلدكم فيخرج من سلجماسة!!!!
ويموت في البحر!!!
وإن خرج من البحر فإنه يموت في سلجماسة!!!
وهو المتلثم!!!
فإذا ظهر فلا بد أن يرد بلادكم قاعا صفصفا!!!
سمعت هذا الخبر سنة عشرين وستمائة،
فلما كانت سنة ست وعشرين أو سبع وعشرين دخلها يحيى بن إسحاق الميروقي المتلثم،
فهدم كل ما دار عليه سورها إلى المسجد، وعاد إلى وارجلان كأن لم تغن بالأمس.
وبلغنا أن أبا يعقوب كان في عصر شبيبته يقرأ بقرطبة ففيها أتقن هذا الفن."
وقال عبد الله بن حميد السالمي في مقدمة شرحه لمسند الربيع بن حبيب عند ترجمته لمرتب الكتاب (1/ 3):
" أما المرتب:
فهو الشيخ الفاضل أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم السدراتي الوارجلاني
من أهل وارجلان، واد بأرض المغرب فيه عمارة ينزلها أصحابنا،
خربها يحيى بن إسحاق الميروقي عام ستة وعشرين وستمائة،
وذلك بعد موت المرتب بست وخمسين سنة، وكان قد أخبرهم بخرابها على يد المذكور،
فكان ذلك من سعة علمه بالنجوم رحمة الله عليه!!!!.
وكان في شبابه ارتحل إلى الأندلس وسكن قرطبة وفيها حصل علوم اللسان والحديث والتنجيم وغيرها .... "
وقد ذكر أنه توفي عام سبعين وخمسمائة.
فهكذا أخي القارئ يشهد السالمي الإباضي على الوارجلاني بأنه كان منجما بل واسع العلم بالنجوم.
فهل بقي هناك شك في عدالة مرتب المسند المنجم المشعوذ؟!!
و العجب أن الإباضية يضعفون الراوي الثقة الحافظ المتقن بما هو أقل من ذلك
حتى ردوا الروايات الصحيحة المتواترة في الرؤية وغيرها بأن فلانا الرواي كان يدخل على الملوك.
فما هو موقفهم فيمن يدخل في علم الغيب الذي استأثر به ملك الملوك سبحانه وتعالى؟
وإذا كان من يسأل الوارجلاني عن النجوم لا تقبل صلاته أربعين يوما إن كان غير مصدق له،
ويكفر بذلك إن كان مصدقا له ...
فكيف بحال الوارجلاني نفسه؟ على الأقل في عدالته؟
وكيف حال الوارجلاني نفسه وهو يدرس التنجيم ويورثه لتلاميذه؟
أيؤمن مثل هذا على حفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
فضلا عن أن يتفرد دون العالمين كلهم برواية أصح كتاب بعد القرآن الكريم كما يزعم الإباضية؟!!!
ولا أقول سوى: الحمد الله الذي لم يجعلني إباضيا.