[لقد جزموا بأن الأموات يعذبون في قبورهم]
ـ[عمر السلفيون]ــــــــ[31 - 01 - 04, 06:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
إن من الطامات العظام والضياع المستمر الذي حل بهذه الأمة مرده البعد عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم واتباع ما وجدنا عليه آباءنا وأجدادنا وإن خالف شرعنا وهدي نبينا مما حدى ببعض النابتة أن لبّسوا تلك البدع والطامات ثوب الشرع والشرع برئ من تلك المحدثات التي لم ينزل الله بها من سلطان وقد استحسن بعض الناس تلك البدع بداعي التقليد وقولهم إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على أثارهم مقتدون والله المستعان.
ومن تلك البدع والمخالفات الشرعية تلك التي تحدث في المقابر أول أيام العيد ولن أتطرق لما يحدث في المقابر من سفور وفجور وطبول ومزامير ومواعيد بين الفتية الفتيات ولبس الحفاضات خشية رؤية الميت عورة الفتاة من تحت القبر وإن كانت إحداهن في حيض حملت خمس حصيات لقبول دخولها إلى المقبرة ولا أدري من أين جيئ بتلك الخزعبلات والطامات ولا ننسى قول الهجر من بعض النسوة و وبعض الجهال مثال كيف حالك يا أبو أولادي إن شاء الله بخير ويا حرام متت صغير وتركتني مع الأولاد كيف أطعمهم ومن يدفئ فراشي بعدك يا أبا أولادي وما إلى هنالك من اعتراضات على قضاء الله وقدره.فالموضوع الذي نحن بصدده أهم وأعمق من الرد على مثل ما ذكرته آنفا لعلمي أن كل إنسان صاحب فطرة سليمة يعلم أن ذلك مخالف لشرع الله ومن فعل ذلك فهو آثم عند الله. نرى كل من دخل المقبرة قد اشترى عرقا أخضرا حتى أمست تجارة رابحة موسمية وقام بغرسها على قبر حبيبه أو قريبه بداعي التقليد أولا فهو عندما أبصر في هذه الدنيا ويرى الناس يفعلون ذلك ففعل مثلهم أو باعتقاد ثانيا بأن ذاك العرق يخفف عن ميته العذاب ويجلب له المغفرة والرحمة
والقسم الثاني كبير في الأمة والله المستعان وجل ما يستشهدون به أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخذ عرقا أخضرا ووضعه على ميتين وقال أنهما يعذبان وما يعذبان في كبير بلى في كبير أحدهما كان يمشي في النميمة والآخر كان لا يستبرأ من بوله فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم العرق الأخضر وغرس كل منهما على قبر وقال لعلها تخفف عنهما بشفاعتي ما لم ييبسا. رواه مسلم وغيره فأقول: إن فاعل ذلك الفعل قد عق والده الميت أو قريبه لحرصه ويقينه بأنه يعذب في قبره بدليل وضع ما يخفف عنه العذاب وقد نسي أو تناسى بأن الله غفور رحيم وأن الله كتب فوق عرشه رحمتي سبقت غضبي ولم يفقه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال لعله يخفف عنهما بشفاعتي
أولا:الرسول صلى الله عليه وسلم أوحي إليه أن فلان وفلان يعذب ونحن لم يوحى إلينا لانقطاع الوحي بوفاته صلى الله عليه وسلم
ثانيا: قال لعله يخفف عنهما أي ربما .. ولم يجزم بذلك
الثالث: بشفاعتي أي بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم (رواه مسلم) فمن منا يمتلك الشفاعة لكي يفعل ذلك؟!
رابعا: ذكر الأثر للنهي والتنبيه من الغيبة وأنها من الكبائر التي يعذب صاحبها في القبر ومثلها عدم الاستبراء من البول لا أن نتهم الأموات بأنه يعذبون كل تلك المدة وكأن لسان الحال يقول نحن شاهدناهم يفعلون كذا وكذا!! أو من منا لم يفعل ذلك واحتياطا نضعها والله المستعان.
خامسا: نسينا أو تناسينا قوله صلى الله عليه وسلم ما لم ييبسا؟؟ أي بعد يبسهما لا ينفعهما عرق أخضر ولا أصفر وأمرهم إلى الله فما بالنا نجدد العهد كل سنة بوضع العرق الأخضر وكأن لسان حالنا يقول أنهم ما زالوا يعذبون!!!
سادسا: إن من المخالفات الشرعية أن يوم العيد هو يوم فرح وسرور فنقلب يومنا هذا إلى غم وحزن وهجر وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجنب البقيع في الأعياد ومثله ما قاله الإمام أحمد ولم يثبت عن الصحابة ولا التابعين ولا تابع التابعين أن خصصوا يوم العيد لزيارة الأموات ووضع الشتائل الخضر على موتاهم فليسعنا ما وسع الصحابة والتابعين وتابع التابعين ونقف حيث وقفوا وقد بينا من قبل بوجود مخالفات عقدية حول التألي على الله بالجزم أن الأموات يعذبون بدليل وضع ذاك العرق الأخضر على قبورهم فلننتبه ولنحاسب أنفسنا قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله والله أعلم وأحكم والله من وراء القصد وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[03 - 02 - 04, 07:57 ص]ـ
الأخ عمر جزاك الله خيرا على ما ذكرت
وأنقل كلام بعض أهل العلم لمزيد من الفائدة:
قال الالباني رحمه الله:
أن هذا خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم بدليل أنه لم يجر العمل به عند السلف
قال الخطابي /
إنه من التبرك لاثر النبي صلى الله عليه وسلم ودعاؤه بالتخفيف عنهما وكأنه جعل مدة البقاء والنداوة فيهما حدا لما وقعت به المسألة من تخفيف العذاب عنهما وليس ذلك من أجل ان بالجريد الرطب معنى ليس في اليابس والعامة في كثير من البلدان
تغرس الغوص في قبور موتاهم وآراهم ذهبوا إلى هذا وإلا لما تعاطوه من ذلك وجه
قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه عل الترمذي
عقب هذا وصدق الخطابي وقد ازداد العامة اصرارا على هذا العمل الذي لا أصل له خصوصا في بلاد مصر تقليدا للنصارى حتى صاروا يضعون الزهو ر على القبور ويتهادونها بينهم فيضعها الناس على قبور اقاربهم ومعارفهم تحية لهم ومجاملة للأحياء حتى صارت عادة شبيهة بالرسمية بالمجاملات الدولية
فتجد الكبراء من المسلمين إذا نزلوا بلدة من بلاد أوروبا ذهب إلى قبور عظمائها أو قبر ما يسمونه الجندي المجهول ووضعوا عليها الزهور وبعضهم يضع الزهور الصناعية التي لا نداوة فيها تقليدا للإفرنج وتتبع لسنن من قبلهم ولا ينكر ذلك عليهم العلماء أشباه العامة
بل تراهم أنفسهم يضعون ذلك في قبور موتاهم ولقد علمت أن أكثر الأوقاف التي تسمى أوقافا خيرية موقوف ريعها على الخوص والريحان الذي يوضع على القبور
وكل هذه بدع ومنكرات لا أصل لها في الدين
ولمزيد من الفائدة يراجع أحكام الجنائز ص / 202
¥