تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالورق النقدي هو الذي يقوى بقوة الإقتصاد لا أن الإقتصاد يقوى بالتعامل بالورق النقدي.

ثم يقال أن النبي و الصحابة رضوان الله عنهم لا زالوا يتعاملون بعملة الروم حتى صك عبد الملك بن مروان الدينار الإسلامي فهل يلزم من التعامل بعملة الرومان الإقرار بشرعية دولهم و صحتها.

فإن قيل في بيع و شراء الدينار العراقي تمكين لأولياء الكفار من إقامة دولتهم قيل هذا يلزم في عملات كل الدول المرتدة فالتعامل و تخزين هذه العملات يؤدي لتمكين المرتدين من بلاد المسلمين فلم الدينار العراقي أصبح حراما و غيره من عملات دول الردة حلال.

فالعملات كغيرها من السلع كالذهب و الفضة و غيرها يجوز التعامل بها و تخزينها و بيعها و شرائها إلا أن يكون التعامل يؤدي إلى حرام أو وسيلة إلى حرام متيقن أو راجح.

أما المحرم بل هو الكفر عينه مساعدة الكفار الصائليين و توفير لهم الدعم الذي يسمونه (اللوجستي) بتوفير الأرض و الجو و البحر و إمدادهم بالوقود و وسائل النقل بل و إمدادهم بالسلاح و غيرها من الإعانات فهذا كله من الكفر الأكبر المخرج من الملة بإجماع المسلمين قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (51) سورة المائدة و قال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (23) سورة التوبة و قد نقل عدة من أهل العلم الإجماع على كفر من أعان الكفار على المسلمين.

بل مجرد ترك الكفار الصائليين مع القدرة على قتالهم يحتلون بلاد المسلمين من أعظم النفاق قال تعالى {وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ} (86) سورة التوبة و قال {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ} (46) سورة التوبة و قال تعالى {لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} (44) سورة التوبة و قال {إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} (45) سورة التوبة و هذا في ترك جهاد الطلب فكيف بترك جهاد الدفع الذي لا يشترط له شرط فكيف بمن أعانهم و ساعدهم على المسلمين فتدبر هذه الآيات تجد أن مساعدة الكفار على المسلمين من أوضح الواضحات التي يخرج بها من كان مسلما من الإسلام.

فقد ابتلينا في الكويت بهذه المصائب التي تدمي القلب ترى الناس أسراب إثر أسراب في مساعدة الكفار من أجل عرض زهيد من الدنيا بل بعضهم يقدم العون لهم بلا مقابل نصرة لأهل الكفر على أهل الإسلام فهل يبقى لمن هذا حاله في قلبه ذرة من إيمان.

و الله اعلم.

ـ[الحميدي]ــــــــ[21 - 02 - 04, 03:13 ص]ـ

يسارع الناس هذه الأيام في شراء الدينار العراقي الجديد، وبغض النظر عما وقع من التساهل في بيعها يدا بيد الذي أمر به رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم، فإني أرى في هذا محذورين قد يغفل عنهما كثيرٌ من المشترين؛ وهما:

1/ مافيه من دعمٍ للعدو المحتل أو الحكومة العميلة، وقد يورَد على هذا شراء الدولار الأمريكي، وهوداخلٌ في الحث على مقاطعة المنتجات الأمريكية التي حث عليها كثيرٌ من العلماء العاملين، ولكن ثمة فرق لطيفٌ بين شراء الدولار وشراءالدينار؛ وهو أن شراء الأول هو للحاجة في الغالب لاللتجارة، وشراء الثاني للتجارة، وبه يتبين المحذور الآخر وهو:

2/ مايكون في نفس المشتري من الفرح باستتباب الأمن الذي يترتب عليه ارتفاع سعر البيع!! سواء كان السبب انتصار الحق أم الباطل ولايخفى مافي هذا الفرح من قادحٍ في عقيدة الولاء والبراء، والله المستعان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير