5. القبران المنسوبان لزكريا ويحيى عليهما السلام بالمسجد الأموي بدمشق كذب محض أيضاً.
ثالثاً: المشاهد المكذوبة المنسوبة إلى بعض الصحابة والتابعين وغيرهم
هناك العديد من القبور التي بنيت عليها مشاهد – قباب ونحوها – المنسوبة لبعض الصحابة والتابعين، وغيرهم، لا تصح نسبة هذه القبور لمن نسبت إليهم، وإليك نماذج من ذلك:
1. المشهد المنسوب لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه والذي تؤلهه الشيعة بالنجف هو قبر المغيرة بن شعبة رضي الله عنه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية وهو يعدد المشاهد المختلقة: (وكذلك قبر علي رضي الله عنه الذي بباطنة النجف بالكوفة، فإن المعروف عند أهل العلم أنه دفن بقصر الإمارة بالكوفة كما دفن معاوية بقصر الإمارة بالشام، ودفن عمرو – بن العاص – بقصر الإمارة بمصر، خوفاً عليهم من الخوارج أن ينبشوا قبورهم، فإن الخوارج تحالفوا على قتلهم، فقتل عبد الرحمن بن ملجم علياً وهو خارج إلى صلاة الفجر بمسجد الكوفة باتفاق الناس، ومعاوية ضربه الذي أراد قتله على إليته فعولج من ذلك وعاش، وعمرو بن العاص استخلف على الصلاة رجلاً اسمه خارجة، فضربه الخارجي فظنه عمراً، وقال: أردت عمراً وأراد الله خارجة).
لقد خذل الله الرافضة بعبادة رجل من ألد أعدائهم، المغيرة، وهم يحسبون أنه علي الذي يرفعونه هو وبعض آل بيته إلى درجة الألوهية.
2. مشهد رأس الحسين رضي الله عنه بالقاهرة
هذا المشهد الذي أصبح صنماً يعبد من دون الله ويطاف حوله كما يطاف بالكعبة المشرفة ينسب زوراً وبهتاناً للإمام البطل الشهيد الحسين بن علي رضي الله عنهما، ويؤكد العلماء الأثبات والمؤرخون الثقات أن رأس الحسين رضي الله عنه بالمدينة بالبقيع، وأن جسده الطاهر بالمدينة بكربلاء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وكذلك مشهد الرأس الذي بالقاهرة، فإن المصنفين في مقتل الحسين اتفقوا على أن الرأس لم يعرف، وأهل المعرفة بالنقل يعلمون أن هذا أيضاً كذب، وأصله – أي المشهد الذي بالقاهرة – أنه نقل من مشهد بعسقلان، وذاك المشهد بني قبل هذا بنحو من ستين سنة، في أواخر المائة الخامسة، وهذا بني في أثناء المائة السادسة، بعد مقتل الحسين بنحو من خمسمائة عام، والقاهرة بنيت بعد مقتل الحسين بنحو من ثلاثمائة عام، وهذا المشهد بني بعد بناء القاهرة بنحو مائتي عام.
وقال:
وأما المكذوب قطعاً – من المشاهد – فكثير، مثل قبر علي بن الحسين الذي بمصر، فإن علي بن الحسين توفي بالمدينة بإجماع الناس ودفن بالبقيع، ويقال إن قبة [2] العباس بها قبره، وقبر الحسن، وعلي بن الحسين، وأبي جعفر الباقر، وجعفر بن محمد، وفيها أيضاً رأس الحسين.
وأما بدنه فهو بكَرْبَلاء باتفاق الناس، والذي صح ما ذكره البخاري في صحيحه [3] من أن رأسه حُمل إلى عبيد الله بن زياد، وجعل ينكت بالقضيب على ثناياه، وقد شهد ذلك أنس بن مالك، وفي رواية أخرى أبو بَرْزَة الأسلمي، وكلاهما كانا بالعراق، وقد روي بإسناد منقطع أومجهول [4] أنه حمل إلى يزيد [5] وجعل ينكت بالقضيب على ثناياه، وأن أبا برزة كان حاضراً وأنكر ذلك، وهذا كذب، فإن أبا برزة لم يكن بالشام عند يزيد، وإنما كان بالعراق).
3. القبر المنسوب إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بالجزيرة بالعراق
وذلك لأن الأمة متفقة على أن عبد الله بن عمر مات بمكة، عام قتل ابن الزبير، وأوصى أن يدفن في الحل لأنه من المهاجرين، فشق عليهم فدفنوه بأعلى مكة [6]، ويقال بالحجون، والصحيح القول الأول.
4. القبر المضاف إلى أبَيّ بن كعب رضي الله عنه بشرق دمشق
من الكذب البين، لأن أبي بن كعب مات بالمدينة باتفاق أهل العلم.
5. القبر المنسوب إلى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما بظاهر حَرَّان
لأن لعلماء متفقون على أن جابراً توفي بالمدينة ودفن بها، وهو آخر من مات من الصحابة بها.
6. المشاهد المنسوبة لبعض أمهات المؤمنين أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما بدمشق
من المشاهد المكذوبة التي يتعلق بها الجهلة والعوام قبر لأم حبيبة أوأم سلمة بدمشق، وذلك لأن الناس متفقون على أن سائر أمهات المؤمنين متن بالمدينة ودفنَّ بها، إلا جويرية بنت الحارث رضي الله عنها فقد ماتت ودفنت في نفس المكان الذي بنى عليها فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتنعيم بين مكة والجموم.
¥