وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها، وأتم عليها نعمته، ولم يتوف نبيه عليه الصلاة والسلام إلا بعد ما بلغ البلاغ المبين، وبين للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال، وأوضح أن كل ما يحدثه الناس بعده، وينسبونه إلى الدين الإسلامي، من أقوال وأعمال، فكله بدعة مردودة على من أحدثها، ولو حسن قصده.
وقد ثبت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن السلف الصالح بعدهم، التحذير من البدع والترهيب منها، وما ذاك إلا لأنها زيادة في الدين، وشرع لم يأذن به الله، وتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى، في زيادتهم في دينهم، وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله، ولأن لازمها التنقص للدين الإسلامي، واتهامه بعدم الكمال، ومعلوم ما في هذا من الفساد العظيم، والمنكر الشنيع، والمصادمة لقول الله عز وجل: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ والمخالفة الصريحة لأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، والمحذرة من البدع والمنفرة منها.
وإحداث مثل هذه الاحتفالات بالمولد ونحوه يفهم منه: أن الله سبحانه وتعالى لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به الله زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم، واعتراض على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة، والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين، ولم يترك طريقا يوصل إلى الجنة، ويباعد من النار، إلا بينه لأمته، كما ثبت في الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم رواه مسلم في صحيحه، ومعلوم أن نبينا عليه الصلاة والسلام هو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم بلاغا ونصحا، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي ارتضاه الله سبحانه
لعباده، لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم، فلما لم يقع شيء من ذلك، علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته، كما تقدم ذلك في الأحاديث السابقة.
وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها، عملا بالأدلة المذكورة وغيرها، ومعلوم من القاعدة الشرعية أن المرجع في التحليل والتحريم، ورد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وقال تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ
ـ[السدوسي]ــــــــ[09 - 02 - 04, 02:46 ص]ـ
رفع الله قدرك ياشيخ عبدالرحمن الفقيه وجعلك منجنيقا لأهل السنة والجماعة.
للعلم، كانوا يسمون هذا اليوم بالعيد الوطني، ولما اعترض عليهم بأن الأعياد في الاسلام عيدان لاثالث لهما، سموه باليوم، ظنا منهم أن تغيير الاسم يغير الحال.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[09 - 02 - 04, 03:22 ص]ـ
هل يوجد للمشايخ فتوى في حكم الاحتفال باليوم الوطني
مثل فتاواهم في عيد الأم والأعياد الأخرى المبتدعة؟؟؟
ـ[المقرئ.]ــــــــ[09 - 02 - 04, 04:09 ص]ـ
إياك ثم إياك وأرجو منك والله لمحبتي لك الخير أن لا تلوك بلسانك أو تهمز ببنانك مثل هؤلاء فأقسم بالله إني رأيت بأم عيني من همز ولمز بمثل هؤلاء فحارت عليه نوائب الدهر ولا يخفى عليك وأنت من أهل الأثر قول الله تعالى " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب "
إياك أن تقول إن هذه نعرة جغرافية أو حماسة جاهلية لا والله ثم لا ومن عرف بالسنة فإياك أن تبلو بنفسك بمثل هذا الكلام، وإياك ثم إياك أن ترعي سمعك لكل ناعق أو لكل شانئ فقلب نظرك إلى مثل هؤلاء فإلى أي شيء؟؟ صاروا وأي نهاية وصلوا إليها؟؟ لا إلى علم نهلوا ولا إلى خاتمة سعيدة انتهوا
وقل دائما: اللهم إني أعوذ بك أن تضلني
أرجوك مرة أخرى أن تتعوذ من همزات الشياطين وأن تستغفر لنفسك ولهم
وأرجو أن يغلق الموضوع
أخوك: المقرئ = القرافي
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[09 - 02 - 04, 04:47 ص]ـ
ياشيخ رضا
يبدو أنك استعجلت وفقك الله فقلت ما قلت قبل أن تقرأ الفتاوى التي أرفقها الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله فمما جاء فيها ما يلي:
- فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(فتوى رقم 9403 - 3/ 59).
فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري ومسلم، مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد، وعيد الأم، والعيد الوطني ...
- وقال الشيخ عبد العزيز بن باز: ويلتحق بهذا التخصيص والابتداع ما يفعله كثير من الناس من الاحتفال بالموالد وذكرى استقلال البلاد أو الاعتلاء على عرش الملك وأشباه ذلك فإن هذه كلها من المحدثات التي قلد فيها كثير من المسلمين غيرهم من أعداء الله" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " (5/ 189)
- وقال الشيخ صالح الفوزان:
ومن ذلك تقليدهم في الأعياد الشركية والبدعية كأعياد الموالد عند مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وأعياد موالد الرؤساء والملوك، وقد تسمى هذه الأعياد البدعية أو الشركية بالأيام أو الأسابيع – كاليوم الوطني للبلاد ... من خطبة " الحث على مخالفة الكفار"
وختامًا فهؤلاء السادة الأعلام أعضاء اللجنة الدائمة السابقين واللاحقين والشيخ ابن عثيمين _ أصحاب الفتاوى السابقة _ لا يمكن لمنصف جالسهم وعاشرهم إلا أن يشهد لهم أنهم ممن لا يخاف في الله تعالى لومة لائم وأنهم ممن نصح لأئمة المسلمين وعامتهم بحكمة بالغة وبصيرة ثاقبة، وأنهم كانوا رحم الله أمواتهم وبارك في أعمار أحيائهم من أهل التقوى والورع، والله حسيبهم.
¥