[الإيمان ... حقيقته و نواقضه.]
ـ[أبو إسحاق الزيدانى]ــــــــ[08 - 02 - 04, 10:14 ص]ـ
السلام عليكم.
لست هنا شارحاً لمعنى الإيمان لكني سائل ..
هل العمل شرط صحة أم شرط كمال على الإطلاق ..
أم هو شرط صحة مالم يأت دليل على عكس ذلك
أم هو شرط كمال مالم يأت دليل على العكس
و ما هي الأعمال التي تنقض الإيمان ..
أجيبونا مأجورين ..
و جزاكم الله خيرا ً
ـ[أبو إسحاق الزيدانى]ــــــــ[09 - 02 - 04, 09:43 ص]ـ
ألا أجد من يناقش المسألة!!
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[20 - 02 - 04, 04:20 ص]ـ
الإيمان عند أهل السنة و الجماعة قول و عمل قول القلب و قول السان و عمل القلب و عمل الجوارح.
فمتى انتقض ركن من هذه الأركان انتقض الإسلام و هذا بإجماع أهل السنة و الجماعة.
قال بن القيم رحمه الله (وها هنا أصل آخر وهو ان حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل والقول قسمان قول القلب وهو الاعتقاد وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الإسلام والعمل قسمان عمل القلب وهو نيته وإخلاصه وعمل الجوارح فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة
فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهومحبته وانقياده كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به وإذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب فغير مستنكر أن يزول بزوال أعظم اعمال الجوارح ولا سيما إذا كان ملزوما لعدم محبة القلب وانقياده الذي هو ملزوم لعدم التصديق الجازم كما تقدم تقريره فإنه يلزمه من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح إذ لو اطاع القلب وانقاد أطاعت الجوارح وانقادت ويلزم من عدم طاعته وانقياده عدم التصديق المستلزم للطاعة وهو حقيقة الإيمان فإن الإيمان ليس مجرد التصديق كما تقدم بيانه وإنما هو التصديق المستلزم للطاعة والانقياد وهكذا الهدى ليس هو مجرد معرفة الحق وتبينه بل هو معرفته المستلزمة لاتباعه والعمل بموجبه وإن سمي الأول هدى فليس هو الهدى التام المستلزم للاهتداء كما أن اعتقاد التصديق وإن سمي تصديقا فليس هو التصديق المستلزم للإيمان فعليك بمراجعة هذا الأصل ومراعاته).
فالقول بأن العلم شرط سواء قيل شرط صحة أو شرط كمال قول باطل لأن الشرط ما كان خارج الحكم و العمل داخل في الإيمان فدل على أنه ركن و ليس بشرط.
ثم إن قلنا بأنه ركن فلا بد أن بتركه يبطل الحكم.
فأهل السنة و الجماعة مجمعون على أن بانتفاء عمل القلب ينتفي الإيمان و انتفاء عمل القلب يعلم بانعدام العلم الظاهر قال تعالى {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (31) سورة آل عمران فمحبة الله تعالى مشروطة باتباع النبي صلى الله عليه و سلم فإذا انتفى اتباع النبي صلى الله عليه و سلم انتفت محبة الله تعالى و إذا انتفت محبة الله تعالى من قلب احد انتفى الإسلام منه.
قال تعالى {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى} (48) سورة طه فالتولى عن الطاعة يحق به العذاب و المراد به هنا الكفر الأكبر فكما أن المكذب يعذب فكذلك المتولي يعذب و التكذيب و التولي كلاهما علة للحكم لو أنفرد و ليس من العلل المركبة.
فالتكذيب علة منفردة يثبت بها العذاب و التولي علة منفردة يثبت بها العذاب.
قال تعالى {إِلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ} (23) سورة الغاشية فالتولي و الإعراض نوع من أنواع الكفر المخرج من الملة.
قال شيخ الإسلام بن تيمية (فإن حال الكافر لا تخلو من أن يتصور الرسالة أولا
فإن لم يتصورها فهو فى غفلة عنها وعدم إيمان بها كما قال (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا (وقال (فانتقمنا منهم فأغرقناهم فى اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين (لكن الغفلة المحضة لا تكون إلا لمن لم تبلغه الرسالة والكفر المعذب علية لا يكون الا بعد بلوغ الرسالة
¥