تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

القسم الثاني: ما ينتقض الإسلام بفعله كإلقاء المصحف في الحشوش قاصدا أو السجود لغير الله تعالى قال بن القيم رحمه الله (الإيمان قسمان قولية وفعلية وكذلك شعب الكفر نوعان قولية وفعلية ومن شعب الإيمان القولية شعبة يوجب زوالها زوال الإيمان فكذلك من شعبة الفعلية ما يوجب زوالها زوال الإيمان وكذلك شعب الكفر القولية والفعلية فكما يكفر بالأتيان بكلمة الكفر اختيارا وهي شعبة من شعب الكفر فكذلك يكفر بفعل شعبة من شعبه كالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف فهذا أصل).

و من الأفعال المخرجه من الإسلام بمجردها تبديل حكم الله تعالى سواء التبديل العام كالحكم بالقوانين اليوم أو التبديل الخاص كتبديل حكم واحد من أحكام الشرع المجمع عليها كتبديل حكم الزاني المحصن أو حكم الزاني غير المحصن و غيرها من الأحكام المجمع عليها و جعلها شرعا متبعا من دون شرع الله تعالى فهذا فعل كفري مخرج من الإسلام بإجماع العلماء و لا يشترط له وجود الإستحلال فلو قال المبدل أنه يقر بشرع الله تعالى و يؤمن به لم ينفعه هذا لأن مجرد وضع تشريع من دون الله شرع الله تعالى و لو في شريعة واحدة كفر بالإجماع.

و منها كذلك مساعدة الكفار على المسلمين فهذا الفعل مجرده كفر مخرج من الملة بإجماع أهل العلم و لا يشترط له محبته للكفار أو اعتناقه دينهم بل لو نصرهم على المسلمين و هو يبغضهم و إنما فعل هذا الفعل لأجل الدنيا كفر بذلك.

و قد خالف في هذا العصر بعض الخلوف الذين بعدت عليهم الشقة في مواجهة المرتدين من الحكام و غيرهم فلجؤوا إلى هذا المذهب البغيض إرضاءا لشهواتهم و تبريرا لإنتكاستهم.

قال الشيخ سليمان آل الشيخ رحمه الله (إعلم رحمك الله أن الإنسان إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم، خوفاً منهم، ومداراة لهم، ومداهنة لدفع شرهم، فإنه كافر مثلهم وإن كان يكره دينهم ويبغضهم، ويحب الإسلام والمسلمين. هذا إذا لم يقع منه إلا ذلك، فكيف إذا كان في دار منعة، واستدعي بهم، ودخل في طاعتهم، وأظهر الموافقة على دينهم الباطل، وأعانهم عليه بالنصرة والمال، ووالاهم وقطع الموالاة بينه وبين المسلمين، وصار من جنود القباب والشرك وأهلها بعد ما كان من جنود الإخلاص والتوحيد وأهله؟! فإن هذا لا يشك مسلم أنه كافر من أشد الناس عداوة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يستثنى من ذلك إلا المكره، وهو الذي يستولي عليه المشركون فيقولون له: اكفر، او أفعل كذا، وإلا فعلنا بك وقتلناك، أو يأخذونه فيعذبونه حتى يوافقهم، فيجوز له الموافقة باللسان مع طمأنينة القلب بالإيمان. وقد أجمع العلماء على أن من تكلم بالكفر هازلاً، أنه يكفر، فكيف بمن أظهر الكفر خوفاً وطمعاً في الدنيا؟!).

قال الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله (الحال الثالث: أن يوافقهم في الظاهر مع مخالفته لهم في الباطن، وهو على وجهين:

أحدهما: أن يفعل ذلك لكونه في سلطانهم، مع ضربهم أو تقييدهم له، أو يتهددونه بالقتل، فيقولون له: إما أن توافقنا وتظهر الإنقياد لنا، وإلا قتلناك. فإنه والحالة هذه يجوز له موافقتهم في الظاهر مع كون قلبه مطمئن بالإيمان، كما جرى لعمار حين أنزل الله تعالى: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} وكما قال تعالى: {إلا أن تتقوا منهم تقاة} فإن الآيتين متفقتين، كما نبه على ذلك ابن كثير في تفسير آية آل عمران.

الوجه الثاني: أن يوافقهم في الظاهر مع مخالفته لهم في الباطن، وهو ليس في سلطانهم، وإنما حمله على ذلك إما طمع في رئاسة أو مال، أو مشحة بوطن، أو عيال، أو خوف مما يحدث في المآل. فإنه في هذه الحال يكون مرتدا، ولا تنفعه كراهته في الباطن، وهو ممن قال الله فيه: {ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين} فأخبر أنه لم يحملهم على الكفر الجهل بالحق أو بغضه، ولا محبة الباطل، وإنما هو أن لهم حظا من حظوظ الدنيا، فآثروه على الدين. هذا معنى كلام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وعفا عنه.).

و الله اعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير