[عن ابن عباس، قال: ليس في الدنيا من الجنة شيء إلا الأسماء.]
ـ[راشد]ــــــــ[09 - 02 - 04, 04:47 م]ـ
في تفسير الطبري عن ابن عباس، قال: ليس في الدنيا من الجنة شيء إلا الأسماء.
والسؤال: هل ما في الجنة يشبه ما في الدنيا بالاسم فقط أم بالمعنى أيضاً، والاختلاف يكون بالكيفية؟؟
ولنأخذ الخمر مثالاً:
في تفسير الطبري وغيره:الخمر: كل شراب خامر العقل فستره وغطى عليه، وهو من قول القائل: خمرت الإناء إذا غطيته،
وفيه:وكان الله تعالى ذكره قد نفى عن شراب الجنة أن يكون فيه غول، فالذي هو أولى بصفته أن يقال فيه كما قال جل ثناؤه {لا فيها غول} فيعم بنفي كل معاني اللغو عنه
وفي لسان العرب:والغُول: كل شيء ذهب بالعقل.
فهل خمر الجنة لا يُسكر، فإن كان لا يسكر فهل هو خمر بالاسم فقط أم بالمعنى؟؟؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[11 - 02 - 04, 05:22 ص]ـ
الأخ الكريم .. راشد ... وفقه الله
أنت تسأل عن شيء لا يدرك إلاَّ بالدليل ولا يستوعبه عقل بني آدم!
فهذا الذي لا يدرك إلاَّ بالدليل قد لا يدرك بالفهم.
حتى لو شرح لنا لما تبيَّن، لأنه ليس لها مثال سابق ليقاس عليه.
فهو خمر لكنه لا يسكر، وليس له مثال في الدنيا حتى يبين بالقياس.
وأشجار ذات أفنان من ذهب، لي له مثال في الدنيا حتى يبين بامثال.
قال الله تعالى: (فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرَّة أعين جزاء بما كانوا يعملون).
وقال الله تعالى في الحديث القدسي: (أعددت لعبادي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر).
- وكذا النار - أجارنا الله وإياكم منها - فيها صنوف من الآلام التي لو أنزل شيء منها على بني آدم في الدنيا لماتوا.
والمثال في مثل هذا كثير، ويكفي ما تقدم للإيضاح.
وبالله تعالى التوفيق ...
ـ[راشد]ــــــــ[11 - 02 - 04, 07:26 ص]ـ
ولكن يا أخي: النار عرفنا لماذا سميت ناراً، فلم توصف بأنها غير محرقة، بل هل أشد إحراقاً من نار الدنيا بأضعاف مضاعفة.
الإشكال في الخمر أنها وصفت بنفي معنى الخمر التي نعرفها لغة وعرفاً وشرعاً
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[11 - 02 - 04, 08:54 ص]ـ
- وهل يعقل في الدنيا نار - بأضعاف مضاعفة - تسلط على إنسان ويبقى دون أن يصبح رماداً.
قال تعالى: (إِِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً).
وهذا ما لم يوجد في الدنيا!
فلو قال إنسان: كيف؟
قلنا له: الله على كل شيء قدير، لكنا لا ندري كيف سيكون ذلك.
- مثالٌ آخر: قال الله تعالى: (ونحشرهم على وجوههم عمياً وبكماً وصمَّاً).
وقال تعالى: (الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً).
- قال بعض السلف: الذي أمشاهم على أرجلهم قادرٌ على أن يمشيهم على وجوههم.
وهذا مالم يكن في الدنيا، أن يمشى رجل على وجهه.
فإن قال رجلٌ كيف؟
قلنا: الله على ذلك قادر، والكيفية نجهلها!
- أخي الفاضل ... كثير من أحوال يوم القيامة في القبر وبعد الحشر من العجائب التي نؤمن بها وإن كانت عقولنا لا تعي تفاصيلها، فالقياس منقطع بينهما.
ـ[راشد]ــــــــ[11 - 02 - 04, 09:07 ص]ـ
أخي الكريم أبو عمر
الإسكار في الخمر ليس كيفية وانما هو من صميم المعنى
وان كان كيفية، فما هو معنى الخمر؟؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[11 - 02 - 04, 09:48 ص]ـ
- قال الله تعالى: ((الم - ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ - الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ - وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ - أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ -)). أوائل سورة البقرة (1 - 5).