[كيف تفرق بين عمرو بن دينار (الجمحي و القهرمان)؟]
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[11 - 02 - 04, 05:21 م]ـ
يلتبس بعض الرواة ببعض خصوصا عند تشابه الأسماء، واتحاد الطبقة،
ويسهل الأمر عندما يكون كلا الراويين ثقة، حيث لا يغير ذلك في الحكم
شيئا في الغالب، ولكن الأمر يحتاج إلى التمييز عندما يكون أحد الراويين
ضعيفا، ومما يخطئ فيه المبتدئين في طلب علم الحديث، أمثالي،
(ولا يخفى مثلها على أهل الشأن)، تصحيح الحديث إذا جاء من طريق
عمرو بن دينار مطلقا ظنا منه أنه لا يوجد غير عمرو بن دينار أبو محمد
الجمحي الإمام الحافظ الكبير (ولد في خلافة معاوية سنة 46 – وتوفي
126)، شيخ الحرم في زمانه، أفتى بمكة ثلاثين سنة، روى عنه
الجماعة.
ويشتبه بـ عمرو بن دينار البصري شهر بـ قهرمان آل الزبير (والقهرمان
بمعنى الوكيل) مات حدود 130، يكنى بـ أبي يحيى ضعفه أحمد
والفلاس وأبو حاتم وقال ابن معين: ذاهب، وقال البخاري فيه نظر
وضعفه كذلك النسائي والدارقطني والناس، وأسرف ابن حبان فقال: لا
يحل كتب حديثه إلا على وجه التعجب، ينفرد بالموضوعات عن الأثبات.
و عمرو بن دينار أبو محمد الجمحي الإمام الحافظ الكبير أرفع من هذا
الضعيف طبقة، ولكنهما يشتركان في الرواية عن كبار التابعين، فلربما
التبسا، ووجه التفريق بينهما:
1/ أن الضعيف لا يروي عن الصحابة، والإمام يروي عن ابن عباس، وجابر،
وابن عمر، وأنس، وعبد الله بن جعفر وأبي الطفيل وغيرهم من
الصحابة.
2/ أن الضعيف ولله الحمد مقل ليس له حديث كثير، قال عنه الذهبي:
له حديث أو حديثان أهـ
ونكارة أحاديثه تزداد في روايته عن سالم عن ابن عمر، كما ذكر ذلك
الترمذي وابن عدي في الكامل، ومن أشهر أحاديثه حديث دعاء السوق
عن سالم عن ابن عمر عن عمر مرفوعا (من قال في السوق لا إله إلا
الله .......... ) الحديث رواه الترمذي والحاكم وغيرهما.
وحديث الدعاء عند رؤية المبتلى وهو مارواه عن سالم عن ابن عمر عن
عمر مرفوعا (من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك
به ............. ) الحديث رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما.
3/ أن الرواة عن الضعيف يميزونه غالبا بقولهم (القهرمان أو قهرمان آل
الزبير)، أما الإمام فليس له وصف يشهر به إلا عمرو بن دينار، وربما
وصف بالأثرم.
.