تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الذهبي]ــــــــ[13 - 02 - 04, 03:15 م]ـ

أخي المتمسك بالحق حفظك الله ورعاك

عفو النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عمن آذاه في شخصه هو - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأما من اقترف جرمًا في حق الله تعالى فكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يغضب لذلك حتى يصير وجهه كحب الرمان من شدة الغضب، وكان لايسكت غضبه حتى يأخذ حق الله تعالى.

وأي جرم أكبر من جرم الجهمية والقبورية.

وأين أنت من توعد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الشديد في حق الخوارج، وإخباره إن أدركهم ليقاتلنهم قتل عاد وثمود؟

وأما دعاء الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - وعفوه عمن ظلمه فكان للخليفة فحسب، وأما الجهميه فقد كفرهم مثل ابن أبي دوؤاد وغيره، ولم يدع لأحد منهم البتة.

ثم هناك فرق في التعامل بين عوام المبتدعة، وعلمائهم، فالعوام هم الذين نتعامل مهم بالرفق واللين، لأن أكثرهم وجدوا آبائهم على ما هم عليه، من الاستغاثة بالقبور، وغير ذلك، فيجب الرفق بهم وتعليمهم عقيدة أهل السنة، والصبر على ذلك ما وجد الإنسان إلى ذلك سبيلا.

وأما علمائهم فلا ولا كرامة لهم، فنحن إذا تعاملنا مع هؤلاء بما تريده أنت، كان ذلك على حساب ديننا وأمتنا، ولا نجني من ذلك إلا الهوان والمذلة.

فتاريخنا المعاصر خير شاهد على ما أقوله لك، وإذا أحببت أن أضرب لك مثالا بسيطًا لا يخفى على أحد البتة، فأضرب لك مثال دولة أفغانستان، حينما دخلها من يتسمى بالمجاهدين، ألم يتحد من انتسب إلى أهل السنة منهم مع الحلولية والإسماعيلية، وغيرهم ممن هم أشد عداء لأهل السنة، فماذا كانت النتيجة؟

ضياع وهوان ومذلة و .....

وحقيقة أخي الكريم الكلام في هذا الموضوع كبير جدًا لا يحتمله هذا المقام، ولدي ما أذكره لك الكثير، ولكن لظروف كثيرة أكتفي بما ذكرته لك.

والسلام.

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[13 - 02 - 04, 05:38 م]ـ

أولاً:

أخي الكريم السعيدي _ وفقه الله _:

هذا الرابط سيفيدك في معرفة اعتقاد ابن حجر الهيتمي _ رحمه الله وعفا عنه _ وموقف علماء أهل السنة منه ومن معتقده، وسيتبين لك أن أئمة الدعوة النجدية كانوا يترحمون عليه ويصفونه بالورع والصلاح وصحة الديانة، ومع ذلك يتبرؤون من معتقده الفاسد، ويلتمسون له العذر بأنه متأول، وهاك الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4523&highlight=%C7%E1%E5%ED%CA%E3%ED

ثانيًا:

أخي الكريم الشيخ الذهبي _ حفظه الله _:

قلتم: "وأما من اقترف جرمًا في حق الله تعالى فكان النبي يغضب لذلك حتى يصير وجهه كحب الرمان من شدة الغضب، وكان لايسكت غضبه حتى يأخذ حق الله تعالى " اهـ

وهذا الكلام ليس بصحيح على إطلاقه، بل كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كثيرا ما يعفو عن الجاهل ولو كان خطؤه في حق الرب سبحانه، إذا كانت المصلحة المرجوة في العفو أرجح من المصلحة المرجوة في التعنيف والإغلاظ، وقد عفا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن مشركي قريش، وعفا عن عبد الله بن أبي بن سلول مرارا عديدة، وكان غضبه أو عفوه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يراعي فيه مصالح عديدة، فما رؤي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أشد غضبا من غضبه يوم موعظة معاذ بشأن تطويله صلاة العشاء في مسجد بني سلمة أو أبي بن كعب بشأن تطويله صلاة الفجر في مسجد قباء، وذلك لكمال إيمانهما وأمنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يؤدي التعنيف إلى تنفيرهما، بينما كان ينصح برفق في مسائل أعظم من مسألة تطويل الصلاة، وكذلك هجر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الثلاثة المخلفين لصدقهم وكمال إيمانهم وأمنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يؤدي الهجر إلى تنفيرهم، بينما لم يكن يهجر المنافقين مع أن جرمهم أشنع، فكما أن الهجر يراعى فيه حال الهاجر والمهجور قوة وضعفا وتراعى فيه المصالح، فكذلك الدعاء للشخص والترحم عليه والتلطف معه في الخطاب تراعى فيه المصالح وحال أهل السنة من جهة القوة والاستضعاف، وقد ذكرتم _ وفقكم الله _ أن العوام يتلطف معهم لجهلهم، فالعالم المتأول مثل العامي الجاهل، فالتأويل أخو الجهل، فالخلاصة أن أئمة السلف إنما كانوا يهجرون من ظهر عناده وفساد قصده من أئمة البدع، وكلامهم عن هجر أهل البدع والتغليظ عليهم والتحذير من توقيرهم، ما كانوا يقصدون به أمثال الحسن وقتادة على ما كان عندهم من بدعة لأنهما كانا متأولين وقد عرفا بصلاح القصد وإرادة الخير وحب الدين، ولا أمثال ابن حزم على جهميته وتعطيله لما عرف كذلك من صلاح قصده ونصره للدين، وكلام أخينا الشيخ زياد العضيلة (المتمسك بالحق) حفظه الله، هو الصواب، والإنصاف عزيز، جعلنا الله وإياكم من أهل الإنصاف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير