تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الذهبي]ــــــــ[13 - 02 - 04, 08:31 م]ـ

أخي الكريم الشيخ أبا خالد السلمي حفظك الله تعالى

هل من الإنصاف الذي وصفته أنه عزيز أن أوقر المبتدع الداعية إلى بدعته من غير تأويل - وأنا لم أتكلم عمن تأول فلهم شأن خاص -.

فهولاء المبتدعة أكبر نصر لهم أن أوقرهم وأترحم عليهم، فيظهرون أمام العامة بلباس الوقار، ويتخذون من وراء ذلك بابًا مفتوحًا على مصراعيه لنشر باطلهم، ونحن على ما نحن عليه من توقيرهم والترحم عليهم.

وأنا أعلم أن من خالفني في ذلك يسير وراء مقولة ظالمة باطلة، ألا وهي مقولة: {الموازنة بين الحسنات والسيئات}، فننشر بين الناس حسنات أهل البدع من الجهمية والقبورية بحجة أن ذلك عين الإنصاف!!!

ثم يأتون هم ويقولون للناس: نحن لنا حسنات بشهادة الوهابية والحشوية من الشرذمة الحنبلية،

وإليك أخي أبا خالد كلام شيخ الإسلام ابن تيمية فلعله يكون فصلاً فيما بيننا، قال رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوي {2/ 132} في معرض رده على الاتحادية: ((وَيَجِبُ عُقُوبَةُ كُلِّ مَنْ انْتَسَبَ إلَيْهِمْ أَوْ ذَبَّ عَنْهُمْ أَوْ أَثْنَى عَلَيْهِمْ أَوْ عَظَّمَ كُتُبَهُمْ أَوْ عُرِفَ بِمُسَاعَدَتِهِمْ وَمُعَاوَنَتِهِمْ أَوْ كَرِهَ الْكَلَامَ فِيهِمْ أَوْ أَخَذَ يَعْتَذِرُ لَهُمْ بِأَنَّ هَذَا الْكَلَامَ لَا يَدْرِي مَا هُوَ أَوْ مَنْ قَالَ إنَّهُ صَنَّفَ هَذَا الْكِتَابَ وَأَمْثَالَ هَذِهِ الْمَعَاذِيرِ الَّتِي لَا يَقُولُهَا إلَّا جَاهِلٌ أَوْ مُنَافِقٌ ; بَلْ تَجِبُ عُقُوبَةُ كُلِّ مَنْ عَرَفَ حَالَهُمْ وَلَمْ يُعَاوِنْ عَلَى الْقِيَامِ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ الْقِيَامَ عَلَى هَؤُلَاءِ مِنْ أَعْظَمِ الْوَاجِبَاتِ ; لِأَنَّهُمْ أَفْسَدُوا الْعُقُولَ وَالْأَدْيَانَ عَلَى خَلْقٍ مِنْ الْمَشَايِخِ وَالْعُلَمَاءِ وَالْمُلُوكِ وَالْأُمَرَاءِ وَهُمْ يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّه)

ـ[الذهبي]ــــــــ[13 - 02 - 04, 10:56 م]ـ

وإليك أخي المكرم الشيخ وليد وكذلك أخي المتمسك بالحق فتاوى علمائنا حتى نرى مع من يكن الإنصاف العزيز:

فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز. رحمه الله

طرح على فضيلتة هذا السؤال: فيه أناس يوجبون الموازنة: أنك إذا انتقدت مبتدعاً ببدعته لتحذر الناس منه يجب أن تذكر حسناته حتى لا تظلمه؟

فأجاب الشيخ ـ رعاه الله ـ:

"لا. . ماهو بلازم، ما هو بلازم، ولهذا إذا قرأت كتب أهل السنة وجدت المراد التحذير، اقرأ في كتب البخاري "خلق أفعال العباد" في كتاب الأدب في الصحيح، كتاب السنة لعبدالله بن أحمد، كتاب التوحيد لابن خزيمة، رد عثمان بن سعيد الدارمي على أهل البدع. . .

إلى غير ذلك. يوردونه للتحذير من باطلهم، ما هو المقصود تعديد محاسنهم. . . المقصود التحذير من باطلهم، ومحاسنهم لاقيمة لها بالنسبة لمن كفر، إذا كانت بدعته تكفره؛ بطلت حسناته، وإذا كانت لا تكفر؛ فهو على خطر؛ فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها "

المحدث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني. رحمه الله

ما يطرح اليوم في ساحة المناقشات بين كثير من الأفراد حول ما يسمى. . أو حول هذه البدعة الجديدة المسماة (بالموازنة) في نقد الرجال.

أنا أقول: النقد إما أن يكون في ترجمة الشخص المنتقد ترجمة تاريخية فهنا لا بد من ذكر ما يحسُن وما يقبُح بما يتعلق بالمترجم من خيره ومن شره، أما إذا كان المقصود بترجمة الرجل هو تحذير المسلمين وبخاصة عامتهم الذين لا علم عندهم بأحوال الرجال ومناقب الرجال ومثالب الرجال؛ بل قد يكون له سمعة حسنة وجيدة ومقبولة عند العامة، ولكن هو ينطوي على عقيدة سيئة أو على خلق سيئ، هؤلاء العامة لا يعرفون شيئاً من ذلك عن هذا الرجل. .

حين ذاك لا تأتي هذه البدعة التي سميت اليوم بـ (الموازنة)، ذلك لأن المقصود حين ذاك. . النصيحة وليس هو الترجمة الوافية الكاملة، ومن درس السنة والسيرة النبوية لا يشك ببطلان إطلاق هذا المبدأ المحدث اليوم وهو (الموازنة) لأننا نجد في عشرات النصوص من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام يذكر السيئة المتعلقة بالشخص للمناسبة التي تستلزم النصيحة ولا تستلزم تقديم ترجمة كاملة للشخص الذي يراد نصح الناس منه ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير