تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (64) سورة آل عمران.

فبهذا يظهر أن رواية أبي خالد شاذة مخالفة لما رواه الثقات عن عثمان بن حكيم، وكأنه ـ والله أعلم ـ اشتبه عليه ختام الآية 52 من آل عمران وهي قوله تعالى: (آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، وهي التي ذكرها كل أصحاب عثمان بن حكيم بختام الآية 64 من آل عمران وهي قوله تعالى: (فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)!

ومما يُغلِّب الظن في هذا المأخذ رواية عثمان بن أبي شيبة عنه عند الحاكم 1/ 307 أنه يقرأ في الثانية:

(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) إلى قوله (واشهد بأنا مسلمون) فقد ذكر بداية الآية رقم 64 (قل يا أهل الكتاب .. ) وختامها ختام الآية رقم 52 آل عمران التي ذكرها بقية الرواة عن عثمان (واشهد بأنا مسلمون).

هذا ما تبين لي فإن كان صوابا فمن الله فله الحمد، وإن خطأ فمن نفسي والشيطان، وقد كنت كتبت هذا الكلام في عام 1418هـ، وجمعت كذلك تخريجا مطولا عن جميع روايات القراءة في سنة الفجر، وحفظت ذلك في (فلوبي) لكنه لم يعمل ولم أنشط لكتابته من جديد إلا الآن فكتبته، وغيرت في صياغته قليلا.

ومما ينبه له أن كثيرا من العلماء في كتب الأحكام، والفقه، والفضائل ... اقتصروا على ذكر الرواية الشاذة، ولم يعرجوا على الرواية الصحيحة وقد وقفت على سبعة وأربعين كتابا اقتصروا على رواية أبي خالد الشاذة، وتركوا رواية الجماعة الصحيحة فلذا عظم الخطب ووجب التنبيه.

ثم لا تظن أخي الكريم أن هذا الكلام انتقاص من صحيح مسلم أو طعن فيه .... معاذ الله بل هو أعظم كتاب بعد كتاب الله، وصحيح البخاري لكن أرجو أن يكون فعلي داخل في النصيحة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روي عن الشافعي رحمه الله أنه قال: أبى الله أن تكون العصمة إلا لكتابه.

والله تعالى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.


(1) قال ابن معين: إسناده جيد. يحيى بن معين وكتابه التاريخ 3/ 521 رقم (2549)، وقال محقق الكتاب: لم أقف عليه! وخرج حديث القراءة بـ (قل يا أيها الكافرون .. ) قبله خطأ!!.فليصحح هناك.
(2) لفظ النسائي هنا في التفسير (11158): وفي الأخرى (آمنا واشهد بأننا مسلمون) آية المائدة رقم 111، وهذا مخالف للموضع الأول (1016) ولفظه:وفي الأخرى (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) آية آل عمران رقم52، مع العلم أنه أخرجه بنفس الإسناد في الموضعين!

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 02 - 04, 06:07 م]ـ
أحسنت وأجدت ياشيخ عبدالرحمن، بارك الله فيك ونفع بعلمك
ولعل تخريج الإمام مسلم رحمه الله لرواية أبي خالد الأحمر بعد أن ذكر الرواية الصحيحة، فبدأ باللفظ الصحيح ثم عقب بهذه الرواية حتى يبين الاختلاف، ويكون ما اختاره هو الرواية الأولى، كما ذكر في المقدمة عن طريقته في تصنيف كتابه.

ـ[الجود]ــــــــ[16 - 02 - 04, 12:35 ص]ـ
بارك اله فيكما.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 02 - 04, 03:42 م]ـ
جزاكما الله خيرا

فضيلة الشيخ عبدالرحمن حفظه الله ونفع به:
ما ذكرتموه عن الإمام مسلم حق، وهذا هو القول الصواب ... في المسألة كما حققه جمع من العلماء، ومنهم العلامة حمزة المليباري حفظه الله ...

وانطباقه هنا محتمل، لأن مسلما رحمه الله ساقها هكذا
حدثني محمد بن عباد وابن أبي عمر قالا حدثنا مروان بن معاوية عن يزيد هو ابن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ".
وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الفزاري يعني مروان بن معاوية عن عثمان بن حكيم الأنصاري قال أخبرني سعيد بن يسار أن بن عباس أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) الآية التي في البقرة وفي الآخرة منهما (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون).
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن عثمان بن حكيم عن سعيد بن يسار عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) والتي في آل عمران (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم).
وحدثني علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن عثمان بن حكيم في هذا الإسناد بمثل حديث مروان الفزاري.اهـ

وقد قال في المقدمة ص4: .... لأن المعنى الزائد في الحديث المحتاج إليه يقوم مقام حديث تام فلا بد من إعادة الحديث الذي فيه ما وصفنا من الزيادة ... اهـ.
فرواية أبي خالد فيها معنى زائد عن الرويات الأخرى ..
إلا إن كان الأمام مسلم أراد أن يسوقه مساق الشاهد للرواية الأولى بما وافقها منه، ويبين المخالفة في الجزء الثاني من الحديث، لذا جعل رواية عيسى بن يونس بعدها، ورواية مروان قبلها .. وحديث أبي هريرة وهو في نفس الباب قبل هذا الحديث لكونه أسلم. فله وجه قوي و العلم عند الله.

وعلى كلٍ فرواية أبي خالد الأحمر لا تصح من حيث الصناعة، وهذا هو المطلوب تحقيقه الآن، والغريب أن العلماء تداوله في كتبهم، ولم أر من نبه عليه من الشراح مع أن عياضا والنووي وغيرهم يرون أن مسلما يذكر العلل ... بل وجدت النووي في عدد من كتبه اقتصر على رواية أبي خالد وترك الرواية الأخرى ..
وكذا لم يتعرض لهذه الرواية الدارقطني و ابن عمار وأبو مسعود وغيرهم .. ممن له عناية بمثل هذا.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير