تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التعقيب على من منع المؤذن من سؤال الوسيلة والفضيلة بعد أذانه ..]

ـ[خالد الفارس]ــــــــ[21 - 02 - 04, 04:26 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

البرهان الساطع

لمشروعية سؤال الوسيلة والفضيلة لرسوله?

للمؤذن والسامع

كتبه / عبدالعزيز الجربوع

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فقد شاء الله في ليلة من ليالي الربيع الوادعة، وتحت سمائه الهادئة، أن أجلس على ثرى أرض رحبة طيبة، ورب غفور، في مجلس خير، أقل بساطه مجموعة من الأنفس الزكية نحسبهم كذلك والله حسيبهم، ولا نزكي على الله أحدا ً.

فتحدث أحد الجالسين بهدوء لطيف، وسط جو متحفز يعلوه الصمت بداية الأمر قائلاً: إن الشيخ ......... يري أن المؤذن إذا أذن وقال بعد أذانه اللهم رب هذه الدعوة التامة ........ الحديث، فإن ذلك بدعة!!

فقلت: عجباً، أحقاً ما تقول وهل سمعت هذا من الشيخ وفقه الله؟!.

فقال: بل هذا مسجل على شريط بصوت الشيخ.

فقلت: بأي دليل بدع هذا الفعل أو صاحبه؟! وما هي الاعتراضات التي اعترضها الشيخ - غفر الله لنا وله - على من رأى أن الدعاء بالمأثور بعد الأذان يشمل المؤذن والسامع؟!.

فقال: عدة اعتراضات.

ثم بدأ يذكرها ...

ولكي ألوذ بالفرار من ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة، المتمخض عنها عدم قبول المعارض أو المختلف معي، وخوفاً من أن يسيطر عليّ شعور الاستبداد بالرأي، عرضت اعتراضات الشيخ وفقه الله، ومن ثم نقد هذا الإعتراض بالدليل محاولاً احتذاء الأدب مع الشيخ رفع الله قدره و التجرد لله، رغم أن ذلك مطية يصعب عليّ نوالها فالله المستعان ولكن علّ الله أن يمن عليّ ولو بجزء يسير منها، فما لا يدرك جله لا يترك كله، وهذا الرد لا ينقص من جلالة الشيخ وقدره وسعة علمه، وإدراكه، ولكنها ذكرى من ناحية ومن أخرى استخراج مكنون علم الشيخ الزاخر بالفوائد عندما يصل إليه هذا الرد المتواضع، والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

اعتراضات الشيخ

الاعتراض الأول

أن الرسول ? قال في حديث البخاري (من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة) ولم يقل من أذن والمؤذن لم يسمع بل أذن.

الاعتراض الثاني

لو قلنا بجواز الدعاء للمؤذن، وأن الحديث يشمله للزم أن نقول يسن للمؤذن أن يردد مع نفسه سراً، كلما لفظ لفظة من الأذان.

الاعتراض الثالث

لم ينقل عن الصحابة أو السلف أن حديث البخاري (من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة) يشمل المؤذن

هذا أبرز ما عارض به الشيخ غفر الله له على من يرى أن سؤال الوسيلة بعد الأذان تشمل حتى المؤذن.

وعلى ما مضى ذكره من الاعتراضات، يُحرَمُ المؤذن من فضيلة الدعاء بالمأثور بعد الأذان، إلا أن ينقطع المؤذن عن الأذان في بعض الأوقات لكي يكون سامعاً لا مؤذناً فنحرمه أجر المداومة على الأذان، أو أن نقول له حاول بعد الأذان أن تتصيد بسمعك المرهف من يؤذن لكي تردد خلفه، ليس لك إلا ذلك، وإلا فأنت مبتدع لو دعوت بالمأثور بعد أذانك حيث لم يشملك لفظ الحديث.

وهذا ما دعاني لأن أرد على هذا القول الضعيف الذي لا وجود له، وإن وجد فهو مهجور، و لا مورد له سوى الاستنباط المبتور، حيث الحكم الذي توصل إليه الشيخ وفقه الله لم يكن دليله المنطوق من الحديث، وإنما المفهوم الذي فهمه الشيخ وفقه الله بمفرده وهذا معارضٌ بما فهمه أهل العلم من الحديث كما سيأتي بعد قليل.

وقبل الدخول في تفاصيل الرد لا بد من مدخل يسير أبين فيه البدعة وتعريفها وحكمها كي لا نجترئ على الحكم بها جزافاً، حيث يسمع حديثنا من لا يفقه أو لا يفهمه على وجهه المراد فتكون الطامة العظمى والمصيبة الكبرى فبالله أستعين وأقول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير