تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(أ) أخبر الله أن الشريعة قد كملت قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} فلا يتصور أن يجيء إنسان ويخترع فيها شيئا ; لأن الزيادة عليها تعتبر استدراكاً على الله سبحانه وتعالى. وتوحي بأن الشريعة ناقصة , وهذا يخالف ما جاء في كتاب الله.

(ب) وردت آيات قرآنية تذم المبتدعة في الجملة , من ذلك قوله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}

(ج) كل ما ورد من أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في البدعة جاء بذمها من ذلك حديث العرباض بن سارية الذي عند أبي داود والترمذي وابن ماجة والحاكم وقال الترمذي حديث حسن صحيح: {وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة , ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب. فقال قائل: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فما تعهد إلينا. فقال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة لولاة الأمر وإن كان عبداً حبشياً , فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً , فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين , تمسكوا بها , وعضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور. فإن كل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة}

(د) أقوال الصحابة في ذلك , من هذا ما روي عن مجاهد قال: دخلت مع عبد الله بن عمر مسجدا , وقد أذن فيه , ونحن نريد أن نصلي فيه , فثوب المؤذن , فخرج عبد الله بن عمر من المسجد , وقال: " اخرج بنا من عند هذا المبتدع " ولم يصل فيه.

من هنا يتبين لنا أن البدعة ما أحدث في الدين بلا دليل و لا مستند شرعي كما يتبن لنا أن واقع المبتدع شاء أم أبى واقع المستدرك على الشرع، لذا هي من الخطورة بمكان، فوجب التريث فلا نحكم بالبدعة أو التبديع لكي لا نقع بما وقع فيه المبتدع فنستدرك على الشرع بل نرد الحكم الثابت بمجرد فهم فهمناه قد يكون ناقصاً ونحن لا نشعر {وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً}

حكم الابتداع:

لقد نهى الإسلام عنه نهياً بليغاً بنصوص متعددة كثيرة لو لم يكن منها إلا حديث العرباض بن سارية لكفى، فعن العرباض بن سارية? قال: {وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة , ذرفت منها العيون , ووجلت منها القلوب. فقال قائل: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فما تعهد إلينا. فقال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة لولاة الأمر , وإن كان عبداً حبشياً , فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور. فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة} رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة والحاكم وقال الترمذي حديث حسن صحيح.

لهذا قسم العلماء البدعة المحرمة إلى بدعة مكفرة وغير مكفرة وصغيرة وكبيرة بحسب تنوع واختلاف موضوعها، إن كانت في الاعتقاد، أو كانت في أمور العبادات، وهل ابتدعت فيما يعلم من الدين ضرورة أو في أمور لا تعلم إلا بالبحث والتتبع والاستقراء.

والآن أستعين بالله في بيان خطأ من بدع المؤذن إذا سأل الله تعالى الوسيلة والفضيلة لرسوله? مبتدءا ً بالاعتراض الأول.

الرد على الاعتراض الأول

أن الرسول ? قال في حديث البخاري (من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة) ولم يقل من أذن والمؤذن لم يسمع بل أذن.

أولاً: من الذي قال إن المؤذن لم يسمع الأذان، حيث يدرك كل عاقل أن الإنسان إذا تحدث فإنه يسمع حديثه ولا ينكر ذلك إلا مكابر حيث امتلأت كتب الفقه بقولهم يقرأ قراءةً يسمع نفسه، ويسبح تسبحاً يسمع نفسه و ..... و ..... إلى آخره وفي حديث البخاري ومسلم عن أبي هريرة ?قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه، أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)

فنسب السماع لمن صدر منه الحدث فدل على أن الإنسان يسمع نفسه وما يصدر منه ولا شك في ذلك، وهذا فيما لا يقصد الإنسان ظهور صوت فيه، فكيف بما يقصده المؤمن من إظهار الصوت ورفعه تعبداً لله مثل الأذان حيث أمر المؤذن بذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير